Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
اعلم أن جوابه رحمه الله فيه نظر لن قوله يخافون بلفظ المضارع وهو موضوع لإفادة الحال وقد يؤتى بهذه العبارة لإفادة الاستمرار وليس مما يدل على المعنى، ومن المعلوم أنهم حال إخباره تعالى لنا عارفون له غير خائفين من ترك النظر في معرفته وإن جعل يخافون حكاية حال ماضية ولم يحمل على ظاهره في إفادة الحال فقد قال تعالى: {يخافون ربهم} وهم قبل النظر وحال الخوف الحاصل قبله غير عارفين له وذلك الخوف ليس خوفا له.
قوله : لأن تعلقه بعكس ذلك رجاء.
اعلم أن الرجاء والطمع والأمل في مقابلة الخوف والخشية والإشفاق. وحقيقة الرجاء وما يرادفه على قياس ما ذكره أبو هاشم في الخوف والظن أو الاعتقاد من غير سكون النفس لحصول منفعة أو دفع مضرة في المستقبل للظان أو المعتقد أو من يجري مجراهما والذي يجري مجراهما أن يظن أو يعتقد ذلك لبعض أحبائه، وعلى قياس ما ذكره المصنف في الخوف الظن لحصول منفعة أو دفع مضرة في المستقبل.
قوله: لن ما قد وقع لايخاف وكذلك فلا يرجى ولايؤمل ولايطمع فيه.
تنبيه
وأما اليأس والمن فلا يكونان إلا مع العلم فإذا علم فوت منفعة أو وصول مضرة في المستقبل فهو آيس وإذا علم حصول منفعة أو دفع مضرة فهو آمن، ولابد من شرط الاستقبال فيهما وأما الندم والأسف فلا يكونان إلا على ما مضى من فعل نفسه فإذا اعتقد مضرة أو فوت نفع عليه لأجل فعل متقدم منه لولاه لم يكن ليلحقه ذلك فهو نادم آسف.
قوله: ولا الفعل لأجله يعني ولايحسن أن يفعل أمرا ظن وجوبه أو ندبه ظنا صادرا لاعن أمارة فأما الظن الصادر عن أمارة صحيحة فيحسن فعله والفعل لأجله كما يفعل المجتهد أفعالآ ظن وجوبها أو ندبها ظنا صادرا عن أمارة صحيحة من حيث عدل أو قياس أو نحو ذلك.
Page 207