319

Mawrid al-laṭāfa fī man waliya al-sulṭana waʾl-khilāfa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Editor

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Publisher

دار الكتب المصرية

Publisher Location

القاهرة

وَكَانَت تعلم [على المناشير]: «وَالِدَة خَلِيل» .
وَبقيت على ذَلِك مُدَّة ثَلَاثَة أشهر، وساست النَّاس فِيهَا أحسن سياسة، إِلَى أَن بدا لَهَا خلع نَفسهَا [فخلعت نَفسهَا] من السلطنة.
وَاسْتقر [الْملك] الْمعز أيبك (التركماني فِي السلطنة عوضهَا، وَتَزَوجهَا، وَكَانَت مستولية على الْمعز أيبك [التركماني]) فِي جَمِيع أَحْوَاله.
وَكَانَت تركية الْجِنْس، ذَات شهامة، وَنَفس قَوِيَّة، شَدِيدَة الْغيرَة.
وَمَعَ ذَلِك بلغَهَا أَن الْمعز أيبك يُرِيد [أَن] يتَزَوَّج عَلَيْهَا؛ فعاجلته وقتلته لما دخل إِلَيْهَا، وأخفت ذَلِك. وأرادت سلطنة بعض خجدا شيتها؛ ليتم لَهَا مَا أَرَادَت؛ فَلم ينْتج أمرهَا، وفشى الْأَمر. ووثب عَلَيْهَا مماليك الْمعز أيبك؛ فَلم يمكنوهم مِنْهَا خجداشيتها الصالحية.
وَوَقعت أُمُور. وَآخر الْأَمر أَنَّهَا قتلت بيد المماليك المعزية فِي سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة.
وَكَانَت شجر الدّرّ خيرة، دينة، عَاقِلَة، عارفة، وَلَا يعْتَبر قَتلهَا لزَوجهَا أيبك [الْمَذْكُور]؛ فَإِن ذَلِك آفَة مُعْتَرضَة للعقول الصِّحَاح.
وَكَانَ لشجر [الدّرّ] مآثر وأوقاف على (وُجُوه الْبر وَالصَّدقَات مَعْرُوفَة بهَا) -[رَحمهَا الله تَعَالَى]-.

2 / 22