217

Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Investigator

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Publisher

دار الكتب المصرية

Publisher Location

القاهرة

وَوضعت الْجَارِيَة صَبيا، وسمى: أَمِير الْجَيْش.
وَقيل لِأَبِيهِ المسترشد: إِن صبيان تهَامَة يحتلمون لتسْع سِنِين، وَكَذَلِكَ نِسَاءَهُمْ. إنتهى.
وَلم تطل خلَافَة الراشد؛ فَإِنَّهُ خرج بعد خِلَافَته بِمدَّة إِلَى الْموصل لقِتَال مَسْعُود بن مُحَمَّد شاه بن ملكشاه السلجوقي وَغَيره؛ فَلَمَّا قاربهم خذله أَصْحَابه؛ فَقبض السُّلْطَان مَسْعُود عَلَيْهِ، وخلعه من الْخلَافَة فِي يَوْم الأثنين ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ صَدَقَة الْحداد الْحَنْبَلِيّ فِي تَارِيخه: إِن الْوَزير أَبَا الْقَاسِم بن طراد صدر محضرا على الراشد فِيهِ أَنْوَاع من الْكَبَائِر ارتكبها الراشد من: الْفسق والفجور، وَنِكَاح أُمَّهَات أَوْلَاد أَبِيه، وَأخذ أَمْوَال النَّاس، وَسَفك الدِّمَاء؛ وَأَنه فعل أَشْيَاء لَا [يجوز أَن] يكون مَعهَا إِمَامًا على الْمُسلمين؛ فتوقف الشُّهُود؛ فهددهم ابْن طراد وَقَالَ: علمْتُم صِحَة هَذَا؛ فَمَا الْمَانِع من إِقَامَة الشَّهَادَة؟ ! فَشَهِدُوا.
وَكَانَ السُّلْطَان مَسْعُود قد جمع الْقُضَاة وَالشُّهُود والأعيان وَأخرج [لَهُم] نُسْخَة يَمِين كَانَت بَينه وَبَين الراشد أَخذهَا عَلَيْهِ بِخَطِّهِ، فِيهَا: مَتى حشدت أَو حَارَبت أَو جذبت سَيْفا فِي وَجه مَسْعُود؛ فقد خلعت نَفسِي من هَذَا الْأَمر. وفيهَا خطوط الْقُضَاة وَالشُّهُود [بذلك]؛ فَحكم الْقُضَاة حِينَئِذٍ بخلعه؛ فَخلع وولوا المقتفي مُحَمَّد بن المستظهر عَم الراشد هَذَا.
وَحبس الراشد، إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا فِي محبسه فِي شهر رَمَضَان سنة إثنتين وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقيل: [إِن] الَّذين قَتَلُوهُ كَانُوا جمَاعَة من الخراسانية كَانُوا بخدمته؛ فَوَثَبُوا عَلَيْهِ وقتلوه بدسيسة من مَسْعُود.

1 / 219