170

Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman

موارد الظمآن لدروس الزمان

Edition Number

الثلاثون

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Genres

وَلَكِنْ بَقِيَ رَسْمُ من الْعِلْمِ دَارِسُ
وَعَمَّا قَلِيلٍ سوف يَنْطَمِسُ الرَّسْمُ
فَآنَ لَعَيْنٍ أَنْ تَسِيلَ دُموعُها
وَآنَ لِقَلْبٍ أَنْ يُصَدِّعَهُ الْهَمُّ
فَإنَّ بِفَقْدِ العِلْمِ شَرًّا وَفَتْنَةً
وَتَضْيِيعَ دِينٍ أَمْرُهُ وَاجبٌ حَتْمُ
وَمَا سَائِرُ الأَعْمَالِ إلا ضَلالَةٌ
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْعَامِلِينَ بِهَا عِلْمُ
وَمَا النَّاسُ دُونَ الْعِلْمِ إِلا بِظُلْمَةٍ
مِنَ الْجَهْلِ لا مِصَباحَ فِيهَا وَلا نِجْمُ
فَهَلْ يُهْتَدَى إِلا بِنَجْمِ سَمَائِهِ
إِذَا مَا بَدَا مِنْ أُفْقِهِ ذَلِكَ النَّجْمُ
فَهَذَا أَوَانُ القبْضِ لِلْعِلْمِ فَلَينُحْ
عليه الذي في الْحُبِّ كَانَ لَهُ سَهْمُ
فَلَيْسَ بِمُبْقِي الْعِلْمِ كَثْرةُ كُتْبِهِ
فَمَاذَا تَفِيدُ الْكُتْبُ إِنْ فَقَدَ الْفَهْمُ؟
وَمَا قَبْضُهُ إلا بِمَوْتِ وُعَاتِهِ
فقبضُهُمُ قَبضٌ لَهُ وَبِهمْ يَنْمُو
فَجِدَّ وَأدِّ الْجَهْدَ فِيهِ فَإِنَّهُ
لِصَاحِبِهِ فَخْرٌ وَذُخْرٌ بِهِ الْغُنْمُ
فَعَارٌ عَلَى الْمَرْءِ الذي تَمَّ عَقْلُهُ
وَقَد أَمَّلَتْ فِيهِ الْمُرُوءةُ والْحَزْمُ
إِذَا قِيلَ مَاذَا أَوْجَبَ اللهُ يَا فَتَى؟

1 / 169