Mawārid al-ẓamʾān li-durūs al-zamān
موارد الظمآن لدروس الزمان
Edition
الثلاثون
Publication Year
١٤٢٤ هـ
Genres
أجابَ بلا أدْرِي وأنَّى لِي الْعِلْمُ
وَأَقْبَحُ مِنْ ذَا لَوْ أَجَابَ سُؤالَه
بِجَهْلٍ فإنّ الْجَهْلَ مَوْدِدٌ وَخْمُ
أَيَرْضَى بأنَّ الْجَهْلَ مِنْ بَعْضِ وَصْفِهِ
وَلَوْ قِيلَ يَا ذَا الْجَهْلِ فارَقَهُ الْحِلْمُ
فَكَيْفَ إِذَا مَا البَحْثُ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ
جَرَى وَهُوَ بَيْنَ الْقِوْمِ لَيْسَ لَهُ سَهْمُ
تَدُورُ بِهمْ عَيْنَاهُ لَيْسَ بِنَاطِقٍ
فَغَيْرَ حَرِيٍّ أَنْ يُرَى فَاضِلًا فَدْمُ
وَمَا الْعِلْمُ إِلا كَالْحَيَاةِ إِذَا سَرَتْ
بِجْسِمٍ حَيَا وَالْمَيْتُ مَنْ فَاتَهُ الْعِلْمُ
وَكَمْ فِي كِتَابِ اللهِ مِنْ مِدْحةٍ لَهُ
يَكَادُ بِهَا ذُو الْعِلْمِ فَوْقَ السُّهَى يَسْمُو
وَكَمْ خَبَرٍ في فَضْلِهِ صَحَّ مُسْنَدًا
عَنْ الْمُصْطَفَى فَاسْأَلْ بِهِ مَنْ لَهُ عِلْمُ
كَفَى شَرَفًا لِلْعِلْمِ دَعْوَى الوَرَى لَهُ
جَمِيعًا وَيَنْفِي الْجَهْلَ مِن قُبْحِهِ الفَدْمُ
فَلَسْتُ بِمُحْصٍ فَضْلَهُ إِنْ ذَكَرْتُهُ
فَقَدْ كَلَّ عَنْ إحصائِهِ النَّثْرُ وَالنَّظْمُ
فَيَا رَافِعَ الدُّنْيَا عَلَى الْعِلْمِ غَفْلَةً
حَكَمْتَ فَلَمْ تُنْصِفْ وَلَمْ يُصِبِ الْحُكْمُ
أَتَرْفَعُ دُنْيَا لا تُسَاوِي بَأسْرِهَا
جَنَاحَ بَعُوضٍ عِنْدَ ذِي العَرْشِ يا فَدْمُ
1 / 170