104

Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman

موارد الظمآن لدروس الزمان

Edition Number

الثلاثون

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Genres

فَلَيْسَ الزُّهْدُ في الدُّنْيَا خُمُولًا فأنْتَ بها الأميرُ إذا رَهِدْتَا فَلَوْ فَوقَ الأَمِيرِ يكُونُ عَالٍ عُلُّوًا وارْتِفَاعًا كُنْتَ أَنْتَا فإنْ فارَقْتَهَا وَخَرجْتَ منها إلى دارِ السَّلامِ فقد سَلِمْتَا وإنْ أكْرَمْتَها وَنَظَرْتَ فِيهَا بَإجْلالٍ فَنفسَكَ قَدْ أَهْنَتَا جَمَعْتُ لَكَ النَّصَائحَ فَامْتَثِلْهَا حَيَاتَكَ فَهِيَ أَفْضَلُ مَا امْتَثَلْتَا وَطوَّلْتُ العِتَابَ وَزِدْتُ فيهِ لأَنَّكَ في البَطَالةِ قَدْ أَطَلْتَا فَلا تَأْخُذْ بَتَقْصِيرِي وَسَهْوي ... وَخُذْ بِوَصِيَّتِي لَكَ إِنْ رُشِدْتَا وَقَدْ أَرْفَقْتُهَا سِتًّا حِسَانًا ... فَكَانَا قَبْلَ ذَا مِأةً وَسِتًّا وَصَلَّى اللهُ مَا أَوْرَقْ نَضَارٌ ... عَلَى الْمُخْتَارِ في شَجَرٍ وَحَنَّا اللَّهُمَّ يَا مَنْ خَلَقَ الإِنْسَانَ في أَحْسَنِ تَقْويمٍ وَبِقُدْرَتِهِ التي لا يُعْجِزُهَا شَيْءٌ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِي رَمِيمٌ نَسْأَلُكَ أَنْ تَهْدِينَا إِلى صِرَاطِكَ الْمُسْتِقيمِ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالِحِينَ، وَأَنْ تَغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْياءِ مِنهُم وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين. موعظة: عباد الله سَيَصْحُو السَّكرانُ من سُكْره، حِينَ لا يُمْكِنِهُ تَلافي أَمْرهْ وَسَيْنَدَمُ المضيع على تَضْييعه، إِذَا قَابلَهُ أَمْر صَنِيعهْ، وَسَيُقْصرُ الأَمَلَ من أمله وقْتَ هجُومِ أجَله، وتعذر الزيادة في عَمَله، والخروج من بين مالهِ وَأَهْلِهْ.

1 / 103