86

Matmah Amal

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

Genres

Sufism

[رفقه بالحيوان]

وعن إبراهيم بن علي عن أبيه قال: حججت مع علي بن الحسين فتلكأت ناقته فأشار إليها بالقضيب ثم رد يده وقال: آه من القصاص. وتلكأت مرة أخرى بين (جبال رضوى) فأناخها وأراها القضيب وقال: لتنطلقين أو لأفعلن ثم ركبها فانطلقت ولم تتلكأ بعدها.

وجلس إلى سعيد بن المسيب فتى من قريش، فطلع علي بن الحسين [عليه السلام].

وكان الزهري يقول: (لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين).

قال أبو حمزة الثمالي: أتيت باب علي بن الحسين [عليه السلام] فكرهت أن أنادي فقعدت على الباب إلى أن خرج فسلمت عليه[20أ] ودعوت له فرد علي ثم انتهى إلى الحائط وقال: يا أبا حمزة ألا ترى إلى هذا الحائط؟

قلت: بلى ياسيدي.

قال: فإني متكئ عليه وأنا حزين مفكر، إذ دخل علي رجل حسن الثياب طيب الرائحة، فنظر في تجاه وجهي ثم قال: (يا علي مالي أراك حزينا على الدنيا؟ فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر)؟

فقلت: ما عليها حزن وإنه كما تقول.

فقال: على الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر؟

فقلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول.

قال: فعلام حزنك ؟

قلت: ما تخوف من فتنة ابن الزبير.

قال: فضحك ثم قال: يا علي، هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟

قلت: لا.

قال: هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟

Page 121