Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Genres
[(77) (78) يحيى والقاسم بن أحمد بن محمد الشرفي]
( ... - 1089 ه / ... - 1676 م)
وقد ذكرنا في هذه المذاكرة السيد عماد الإسلام: يحيى بن أحمد الشرفي -قدس الله روحه- وكان من أكابر العلماء، وأعيان العترة العظماء، وهو ابن أخت جدي المجتهد رضوان الله عليه أقام في هجرتنا (الشجعة) مدة أخذ فيها شطرا صالحا من العلوم على جدنا رحمه الله هو وصنوه السيد الجليل: القاسم بن أحمد رحمه الله، ثم أقام مدة أخرى وأخذ على أبي -بقية المحققين: الناصر بن عبد الحفيظ -نفع الله به- علوم القرآن جميعها وحقق فيها تحقيقا عظيما، وتولى في آخر مدته أعمال الوقف في الجهة الشرفية بواسطة جدنا رحمه الله فإنه وقع من العامل الأول موجبات لعذره عنها، وتولية السيد رحمه الله أمرها منها مخالفة أوامر الأئمة في إحياء الهجر الشرفية، والاكتفاء من العامل الأول عن إحيائها بجعل جماعة يدرسون في بلد من بلدان الجبر فرفع جدنا الأمر في ذلك إلى الإمام المتوكل عليه السلام وعين عليها السيد عماد الدين المذكور، وقام بأعمال التدريس وإحياء الهجر أتم قيام، وكان يؤثر أعمال التدريس في هجرتنا المقدسة؛ لما جمعت من علوم الاجتهاد، وفي آخر مدة السيد رحمه الله فترت المذاكرات في جميع الهجر الشرفية، وأهملت بالكلية؛ وسبب ذلك تتابع[79أ]الشدة والجراد، وكان السيد رحمه الله كثير التأسف على الأحياء فيها، وعلى عدم مطابقة قصد الواقف بصرف منافع كل هجرة في المساجد الموقوف عليها، ويتحرج مما وقع من نقل الحقوق عن مواضعها، ويصرح بأنه مخالف للشريعة المطهرة أعزها الله خصوصا مع كثرة مقررات من عين منافع الوقف يؤخذ قبل الإحياء والتدريس، وفيها مخالفة قصد الواقف؛ ومطابقة قصده واجب شرعا، فإنا لو فرضنا الواقف حيا وسألنا عما يستغرق من منافع وقفه في هذه المقررات وتأثيرها على عمارة المساجد الحقيقية والدينية لنفر عن ذلك، ولعل هذا منكرا يأباه كل مؤمن بالله ورسوله.
Page 314