239

Matmah Amal

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

Genres

Sufism

رجع إلى ذكر الإمام: المهدي، وكان عليه السلام ذكر لنا في بعض كتبه إلينا أنه يريد أن يتلقى مؤلفنا هذا بمثل ما تلقى الإمام: شرف الدين [عليه السلام] تفسير العلامة: ابن بهران رحمه الله فإنه تلقاه عليه السلام بالجنود والبنود والطبول خانات، وطاف به في مساجد الزيدية كما هو مشهور، ولما انتهى إلى الإمام رضوان الله عليه وقوع فساد في الجهة الخيرانية من جهات الشرف الأسفل من جماعة من الدعار، وكان وصل إلينا جماعة من أهل الجهة يشكون كثرة فسادهم فوضعت بأيديهم خطا لفظه لما رفع إلينا[64أ] وكثرت المشاكي علينا من هذه الأمور الواقعة في جهات (المحرق) من استيلاء قطاع الطريق على أموال المسلمين في سبلها، وانتهاب من مضى فيها من أهل الأسباب وغيرهم حتى آل الأمر على ما رفع إلينا إلى تحزب المفسدين تحزبا صارت لهم به شوكة، يقعون لأجلها على من سلك الطريق ولو كان السالكون عصبة، كما وقع مع فلان وبني فلان من انتهاب أموالهم، والجنايات الحاصلة بسبب إقدام المفسدين إليهم بالضرب؛ ومثل هذه الأمور الحاصلة في زمان إمام الحق -أيده الله- مما يجب النكير عليها، وعدم سكوت أولياء الأمر على ذلك، والترخيص فيه، فإن أولي الأمر كالقلب من الإنسان بصلاحه يصلح البدن، وباختلاله يختل البدن، وإنما يكون الاختلال مع عدم التيقظ والتنبه والنظر في جسم مادة الفساد بمن يحفظ السبل من الجنود المعروفة بعلو الجهة وسموها في استئصال شأفة المفسدين، والإغارة على الملحدين، وبعث الرقباء والعيون إلى المواضع التي هي مظنة لاجتماعهم، والحرص على سد المذاهب عنهم، والأخذ على العمال والنواب والمتصرفين في شحذ الهمة، وتجديد العزيمة في أخذ المفسد أين كان، وفي أي محل بلغ، والتنكيل به، وبمن يعلم رضاه بفعله من الذين يأوونهم ويعينونهم على أفعالهم، ورفع إلينا أن زعيم المفسدين وكبيرهم الذي يأوون إليه هو فلان وفلان لجماعة سموا هؤلاء زعماء المفسدين، وكبرائهم الذين ينتهبون الأموال، وينتهكون حرمة الدين، ولم يبالوا بوجود إمام الحق أمير المؤمنين: المهدي لدين الله أيده الله بل كأنهم لم يعلموا علو همته وعزمه النبوي الحيدري العلوي في قطع مادة الفساد، والنظر في صلاح البلاد والعباد، ?فليحذر الذين يخالفون عن أمره?[النور:63] وليأخذ النواب والعمال بالجد في أخذ[64ب] المفسد، ودفع ضره، وعلى من قلد أمر الرعية في هذه الجهات الإسراع إلى ما ذكرناه، والمبادرة إلى العمل بما حررناه، فإن دفع المفاسد أهم من جلب المصالح شرعا؛ لما يترتب عليه من المهمات الدينية، ولما انتهى خطنا إليه عليه السلام وجه إلى هذه الجهات الحاصل فيها ما سبق ذكره.

Page 279