228

Matmah Amal

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

Genres

Sufism

[سبب الإبتداء بالضمائر المرفوعة]

وأما سبب الابتداء في الضمائر بالمرفوع فاعلم أن أول ما يبدي بوضعه من الأنواع الخمسة ضمير المرفوع المتصل؛ لأن المرفوع مقدم على غيره، والمتصل مقدم على المنفصل؛ لأنه أخصر، وضموا التاء في المتكلم لمناسبة الضمة لحركة الفاعل، وخصوا المتكلم بها؛ لأن القياس وضع المتكلم أولا، ثم المخاطب[60ب] ثم الغائب، وفتحوا المخاطب فرقا بين المتكلم وبينه وتخفيفا، وكسروا المخاطبة فرقا، ولم يعكسوا الأمر بكسرها للمخاطب؛ لأن خطاب المذكر أكثر فالتخفيف به أولى، ولأنه متقدم على المؤنث فخص للفرق بالتخفيف، فلم يبق للمؤنث إلا الكسر رعاية للمصلحتين وهما: التخفيف والفرق في المذكر المقدم على المؤنث، والكلام في المثنى والمجموع مبسوط في مواضعه.

ولما فرغوا من وضع الضمير المتصل بالأفعال والصفات أخذوا في وضع الضمير المرفوع المنفصل فقالوا: أنا للمتكلم المذكر والمؤنث، وهو عند البصريين همزة ونون مفتوحة والألف يؤتى به بعد النون في حالة الوقف لبيان الفتح؛ لأنه لولا الألف لسقطت الفتحة للوقف فكان يشتبه بأن الحرفية لسكون نونها؛ فلهذا يكتب بالألف؛ لأن الخط مبني على الوقف والابتداء، وجاء في قراءة الرفع إثبات الألف إذا كان قبلها همزة مفتوحة أو مضمومة مثال المفتوحة: أنا أعلم ومثال المضمومة: أنا أجيء ومثال المكسورة: أنا إليك.

قال أبو علي: لا أعرف فرقا بين الهمزة وغيرها؛ والأولى أن لا يثبت الألف وصلا في موضع ونحن مثل: أنا للمتكلم مع غيره وضمه إما لكونه ضميرا مرفوعا، وإما لدلالته على المجموع الذي حقه الواو.

Page 267