59

Matlab Hamid

المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

Publisher

دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة

Edition Number

الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م

وقد تبين أن الدعاء مخ العبادة وهو ما يحبه ويأمر به عباده وأن يخلصوه له وقد تقدم من الآيات ما يدل على ضلال من فعل ذلك وكفره. وبهذا يحصل الجواب عن قول المعترض إن الشفاعة المنفية إنما هي في حق الكفار فنقول فمن اتخذ معبودا سوى الله يرجوه أو يخافه فقد كفر وتأمل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ . فبين تعالى أن المخلوق لا يصلح أن يدعي من دون الله وأن من دعاه فقد أشرك مع الله غيره في الإلهية والقرآن من أوله إلى آخره يدل على ذلك وكذلك سنة رسول الله ﷺ ولكن الملحدين محجوبون عن فهم القرآن كما حجبوا عن الإيمان بجهلهم وضلالهم وإعراضهم كما أنزل في كتابه من بيان دينه الذي رضيه لنفسه ورضيه لعباده. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: تعالى: وحقيقة التوحيد أن يعبد الله وحده لا يدعى إلا هو ولا يخشى ولا يتقى إلا هو ولا يتوكل إلا عليه ولا يكون الدين إلا له وأن لا يتخذ الملائكة والنبيين أربابا فكيف بالأئمة والشيوخ فإذا جعل الإمام والشيخ كأنه إله يدعى مع غيبته وموته ويستغاث به ويطلب منه الحوائج كأنه مشبه بالله فيخرجون عن حقيقة التوحيد الذي أصله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله انتهى. وثبت عن النبي ﷺ إنه قال لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فلو جاز أن يسأل رسول الله ﷺ لما قصر سؤاله

1 / 63