الرسل ليشفعوا لهم إلى الله في إراحتهم من كرب ذلك المقام بالحساب وكل نبي ذكر عذره.
قال النبي ﷺ في الحديث: ""فيأتوني فأخر بين يدي الله ساجدا أوكما قال فأحمده فأبمحامد يفتحها علي ثم يقال ارفع رأسك وقل تسمع واسأل تعطه واشفع تشفع قال فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة".
فتأمل كون هذه الشفاعة لم تقع إلا بعد السجود لله ودعائه وحمده والثناء عليه بما هو أهله وقوله: فيحدلي حدا فيه بيان أن هو الذي يحد له وهذا الذي يقع من الناس يوم القيامة مع الرسل هو من
باب سؤال الحي الحاضر والتوسل إلى الله بدعائه كما كان الصحابة ﵃ يسألون رسول
لله ﷺ في حياته أن يدعو لهم إذا نابهم شيء كما في حديث الاستسقاء وغيره
ولما توفي رسول الله ﷺ لم يكونوا يفعلون عند قبره شيئا من ذلك البتة ففرق
أصحابه رسول الله ﷺ وهم أعلم الأمة وأفضلها بين حالتي الحياة والممات وكانوا
يصلون على النبي ﷺ عند دخول المسجد والخروج منه وفي الصلاة والخطب وعند ذكره امتثالا لقوله: ﷺ لا تجعلوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني أينما كنتم
ولما أردا عمر ﵁ أن ستسقي بالناس أخرج معه العباس بن عبد المطلب ﵁ فقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيدعو
فلو جاز أن يتوسل عمر والصحابة بذات النبي ﷺ بعد وفاته لما صلح منهم أن
يعدلوا عن النبي ﷺ إلى العباس فلما عدلوا عنه إلى العباس علم أن التوسل بالنبي
ﷺ بعد وفاته لا يجوز في دينهم وصار هذا إجماعا منهم
1 / 51