233

Matlab Hamid

المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

Publisher

دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة

Edition Number

الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م

على صراط مستقيم وكل ما لم يفعله أصحاب الرسول ﷺ مما حدث بعدهم فالجواب أن يقال لو كان خيرا سبقونا إليه. وأما السؤال عن السفر إلى قبر النبي ﷺ فقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" فالنهي عن شد الرحال إلى غير الثلاثة لفظ عام يتناول المساجد وغيرها وفحوى الخطاب يدل عليه لأن غير المساجد من باب أولى ولكن إذا نوى الإنسان السفر إلى مسجده حصلت زيارة القبر الشريف تبعا فإنه إذا وصل إلى المسجد سلم على النبي ﷺ من قرب فيكون قد أخذ بعموم الحديث وحصلت له الزيارة من غير أن يخصها بشد الرحال المنهي عنه. وأما السؤال عن الرسوم والعادات التي شاعت وذاعت في الأعاجم سيما في مشايخهم إذا مرض أحدهم يحفون ويحيطون به فيقرءون شيئا من الآيات بحساب وإعداد معلومات فإذا انتهى قالوا يا قاضي الحاجات ويا كاشف الكربات ثم يأتون بالاطعمة النفيسة فيأكلونها بأجمعهم. فالجواب أن الذي وردت به السنة دعاء العائد له وحده من غير تكلف ولا اجتماع فإن شاء رقاه بما وردت به السنة كما قال: عبد الله بن مسعود ﵁ لامرأته لما نخستها عينها إنما يكفيك أن تقولي اذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما هذا جنس المشروع. وأما على هذه الكيفية التي ذكرها السائل فبدعة تجري مجرى ما ذكره تعالى ردا على من ابتدع في دينه فقال: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ وأما ما ذكره السائل من أنه إذا مات أحدهم يتصدق أقاربه وعشائره ويذبحون الذبائح ويطبخون الطعام ويفرشون الحرير ويدعون الناس كلهم الغني والفقير فليس هذا من دين الإسلام بل هو بدعة وضلالة ما أنزل الله بها

1 / 235