وقد مر في باب الهمزة مع النون في حديث الوادي: "أَيْ بِلَالُ" (١) كذا للخشني والسجزي على النداء، وعند العذري والسمرقندي: "أَيْنَ بِلَالٌ" والأول أليق بمعاني غيرها من الروايات.
في خبر ابن الزبير: "يَقُولُ: إِيهًا وَالإِلَهْ، تِلْكَ شَكَاةٌ" (٢) كذلك للنسفي، وعند الفربري: "يَقُولُ: ابْنُهَا وَالإِلَهْ" والصواب الأول؛ لأنه صدقهم في قولهم إذ كان من مناقبها لا من مثالبها، ولذلك استشهد ببيت الهذلي (٣).
هذا الحديث ذكره الفقيه نجم الدين ابن الرفعة في "مطلبه" ولم يعزه إلاَّ إلى الفقهاء، فقال: روي أنه ﵇ قال: "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ... " كذا قاله الماوردي، قال في "الشامل": وتعليق القاضي أنه قال: "أنا أفصحكم ولا فخر بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد وارتضعت في بني زهرة" قال: وعلى ذلك جرى الرافعي، قال: والمشهور ما قاله الما وردي. وأقول أنا: الذي ألفيته في كتب الحديث بعد الفحص البليغ والتتبع الشديد، ما رواه الطبراني في "أكبر معاجمه" [٦/ ٣٥ - ٣٦ (٥٤٣٧)] من حديث بقية، عن مبشر بن عبيد، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، أنا أعرب العرب ولدتني قريب ونشأت في بني يعد بن بكر فأنى يأتيني اللحن" وهذا سند ظاهر الضعف. اهـ "البدر المنير" ٨/ ٢٨١ - ٢٨٢. بتصرف.
(١) مسلم (٦٨٠) من حديث أبي هريرة.
(٢) البخاري (٥٣٨٨).
(٣) هو أبو ذؤيب الهذلي الشاعر المشهور، اسمه: خويلد بن خالد بن محرث - بمهملة وراء ثقيلة مكسورة ومثلثة - بن ربيد - براء مهملة وموحدة مصغرًا - بن مخزوم بن صاهلة، ويقال: اسمه: خالد بن خويلد، وباقي النسب سواء، يجتمع مع ابن مسعود في مخزوم، قيل: أسلم على عهد رسول الله ﷺ ولم يره. وقيل: أسلم على عهد أبي بكر الصديق. انظر ترجمته في "الاستيعاب" ٤/ ٢١٣ (٢٩٧٢)، و"أسد الغابة" ٢/ ١٥١ (١٤٩٦) و٦/ ١٠٢ (٤٨٦٥)، و"الإصابة" ٤/ ٦٥.