218

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

الفصل الخامس: فيما ورد في حقه من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)):

هذا فصل أصله مقصود وفضله معقود ونقله مشهود وظله ممدود وورده مورود وسدره مخضود وطلحه منضود، وهو من اسنى السجايا والمدائح معدود فإنه جمع من اشتات الإشارات النبوية والأفعال والأقوال الطاهرة الزكية، ما أشرقت به أنوار المناقب وسمقت بالحسن ((عليه السلام)) إلى أشرف شرف المراتب واحدقت مزايا المآثر به من جميع الجوانب، فإن من امتطى مطاء رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) رقى قدم شرفه مناكب الكواكب، فبخ بخ لمن خصه الله (تعالى) من رسوله المصطفى بهذه المواهب.

فمنها ما اتفقت الصحاح على إيراده وتطابقت على صحة إسناده ما رواه الحسن بن أبي الحسن البصري ((رضي الله عنه)) قال: سمعت أبا بكرة هو نفيع بن الحارث ((رضي الله عنه)) يقول: رأيت رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين».

ومنها ما رواه الإمامان البخاري ومسلم ((رضي الله عنهما)) بسندهما عن البراء ((رضي الله عنه)) أنه قال: رأيت رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) والحسن بن علي على عاتقه يقول: «اللهم اني أحبه فأحبه».

ومنها ما رواه الإمام الترمذي ((رضي الله عنه)) بسنده في صحيحه عن ابن عباس ((رضي الله عنهما)) أنه قال: كان رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «ونعم الراكب هو».

Page 227