Maslak Sahl
المسلك السهل في شرح توشيح ابن سهل
Genres
الإعراب الفاء للعطف، ولها معان، منها: التعقيب؛ أن يكون المعطوف بها متصلا بلا مهلة. وما أظرف قول النور الإسعردي(¬1)[101] مداعبا:
وأغن، كم في جفنه من قاضب،
وقوامه في لينه كقضيب
لاقيته مبتسما من بعد ما
قد كنت لا ألقاه غير قطوب
أسقيته راحي، فنام، فنكته،
والفاء في الحالين للتعقيب
وليس التعقيب بلائق هنا. ومنها السببية، وهو أكثر ما تقتضيه الفاء، وهو الموافق لها في البيت، أي هو(¬2)[102] بسبب حمية قلبه في حر وخفق. فإن قلت: تسبب الحرارة عن الحمية، في السبب ما يعطيه، وأما الخفق فليس فيه ما ينتجه، قلت: ينتجه لفظ الصب(¬3)[103]، [فإن الصبابة يلازمها الخفوق. فإن قلت: وما نكتة التصريح بهذا اللازم؟ قلت:" إزادة الفظاعة لحاله، والمبالغة في عظم ما يلاقيه. فإن الخفوق يزيد النار تسعيرا فيشتد التهابها، وهو بمثابة النفخ فيها(¬4)[104]. قال الشاعر:
[ص 178]
وكيف أرجو انطفاء نار مسعرة
يزيد خفق فؤادي حرها لهبا
ويعجبني قول محي الدين بن قرناص في مليح مشبب(¬5)[105]:
علقته مشببا مهفهفا،
أخضع في حبي له فيشمخ
لاغرو أن تشب من تشبيبه
نار الهوى، ألا تراه ينفخ؟
Page 78