285

Mashāriq anwār al-yaqīn fī asrār Amīr al-Muʾminīn (ʿa)

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

فصل [معنى الرب في القرآن]

وبيان المدعى ما شهد به القرآن من قوله سبحانه: وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة (1) فقال: إلى ربها، ولم يقل: إلهها، وذلك لأن الألوهية مقام خاص لا شركة فيه، والربوبية مقام عام يقع فيه الاشتراك لعمومه، ثم قال: وجاء ربك (2) ولم يقل: وجاء إلهك، ثم قال: الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم (3) ثم قال: ارجعي إلى ربك (4) فخص النظر والرؤية والتجلي والملاقاة بالرب دون الإله لأن الرؤية والتجلي إنما تكون من ذي الهيئة، والمجيء إنما يصدق على الأجسام والانتقال من حال إلى حال على الله محال، فالمراد من النظر والرؤية، والتجلي هنا الرب اللغوي، ومعناه المالك والسيد والمولى، ومحمد وعلي سادة العباد ومواليهم وملاك الدنيا والآخرة وما فيها ومن فيها، والله ربهم بمعنى معبودهم وهذا خاص وهو رب السماوات والأرض وما فيهن ومن فيهن ورب محمد وعلي ومولاهم الذي خلقهم واجتباهم واختارهم وولاهم، فهو الرب والمولى والإله والسيد والمعبود والحميد والمحمود، وهم الموالي والسادات العابدين لا المعبودين لكنه سبحانه استعبد أهل السماوات والأرض، من أطاعهم فهو عبد حر قد عتق مرتين، ومن عصاهم فقد أبق- ولد زنا قد أبق الكرتين، وشاهد هذا الحق قوله الحق: إنهم ملاقوا ربهم صريح في ملاقة آل محمد (صلى الله عليه وآله) غدا والرجوع إليهم.

Page 302