243

============================================================

هو أحب إلى الله من ريح المسك، فكراهة التلثم للاحتراز من الغبار أولى، لأن السواك من أفضل السنن واكدها وقد صار مكروها(1) لإزالته ذلك الأثر المرغب فايه، فلم لا يكره التلثم الذي ليس بمسنون ولا مستحب لكونه يمنع الغبار الذي هو سبب التحريم على النار وقد نهى عنه، هذا مما لا ينبغي آن يكون في كراهته خلاف، والله أعلم.

28- وخرج ابن عساكر باسناده عن آنس بن مالك رضي الله عنه ااقال: قال رسول الله لة: "الغبار في سبيل الله إسفار الوجوه يوم القيامة".

اقال المؤلف لما كانت الوجوه يوم القيامة منها وجوه مسفرة ضاحكة ال ستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة(2)، أمن الله الوجه الذي علاه العبار في سبيل الله من غبرة ذلك اليوم، وزاده على ذلك أن جعله مسفرا ضاحكا مستبشرا، والله ذو الفضل العظيم.

287- وعن بقية بن الوليد(3)، عن زر بن عبدالله(4)، أن (1) مسألة كراهة السواك بعد الزوال، اختلف فيها أهل العلم، وذهبوا فيها مذاهب كثيرة، وليس هذا محل بسطها، والذي ترجح عندي: أن حديث: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". البخاري، الفتح: 103/4. نص بأن ال رائحة تغير الفم محبوبة عند الله، سواء كان التغير من جراء خلو المعدة من الطعام، الاو هذا لا يزيله السواك، أم من بقايا الطعام بين الأسنان، وهذا يزيله السواك عند جميع العقلاء، أم من كليهما، كل ذلك محتمل، ومن خصه بواحد منها فليس عنده دليل.

الا من هنا أقول: يستحب للصائم أن لا يستعمل السواك ما دام صائما سواء قبل الزوال ام بعده، إلا عند الصلاة، فيتأكد السواك لحديث: "لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم ابالسواك عند كل صلاة" مسلم: 220/1، لأن في ذلك امتثالا لأمر رسول الله ة، الا شتان ما بين امتثال الأمر وبين طلب الفضل، والعلم عند الله تعالى.

(2) اقتباس من سورة عبس: الآية 38.

الا معنى ترهقها قترة: تغشاها كسوة وسواد، أو ذلة وشدة، والقتر: الغبار، جمع القترة.

انظر: الجامع لأحكام القرآن: 226/19.

3) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي أبو يحمد بضم التحتانية وسكون المهملة الاو كسر الميم، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة سبع الاعين ختمع. التقريب: 46.

4) زر بن عبد الله بن كليب الفقيمي.. قال الطبري: له صحبة ووفادة، وكان من أمراء 242

Page 243