غضبت إيطاليا من الحبشة وزحفت جنودها بقيادة الجنرال باراتيري فاحتلت كلا من بلاد السودان سنة 1894، ثم تقدمت إلى الحدود الحبشية، فانتصرت الجنود الإيطالية على جيش الرأس مانجاشا سنة 1895 واحتلت أديجرات وميكالي وأمبا ألاجي، ولكن منليك تقدم بجيشه ومعه الرأس ما كونن فهزم الجيش الإيطالي شر هزيمة وقتل منه الألوف وغنم ذخائره، وانتحر القائد الإيطالي الماجور توسلي وانسحب الإيطاليون.
وطلب منليك أن تدفع إيطاليا له فورا 25 مليون ريال حبشي حتى يقبل وقف الحرب وعقد الصلح الذي عرضه القائد العام للجيوش الإيطالية في أفريقيا؛ وهو الجنرال باراتيري.
ولكن إيطاليا رفضت الصلح على هذه الشروط؛ فاستعد الجيش الإيطالي للحرب، وقسم نفسه إلى أربعة أقسام أحدقت بها الجيوش الحبشية وهزمتها.
وأعاد براتيري تنظيم الجيش الإيطالي وهجم على «عدوة» التي وقعت فيها الموقعة المشهورة، وقتل الجنرال أريمندي والجنرال دامبراميدا، وأسر الجنرال البريتوني، وأصيب الجنرال أنلينا بجرح خطير، وغنمت الحبشة 72 مدفعا وذخائر وأعلاما إيطالية و7000 أسير، وقتل وجرح 10000 إيطالي.
وهرب باراتيري وواصل منليك زحفه ودخل أريتريا، واستولى على حصن «أدي أوجري» وحاصر الجنرال برستناري وحمله على التسليم في مايو سنة 1896.
وعينت الحكومة الإيطالية الجنرال بالديسيرا، وأراد أن يتقدم بجيش عدده 30000 ألف جندي، ولكنه وجد الهزيمة محققة، وأشار على حكومته بالصلح؛ فذهب وفد إيطاليا في 26 أكتوبر سنة 1896 إلى أديس أبابا، حيث عقدت معاهدة بين إيطاليا والحبشة اعترفت فيها إيطاليا باستقلال الحبشة استقلالا تاما.
على أن الإيطاليين لن ينسوا موقعة عدوة وهزيمتهم الهائلة، ومن أسباب استعدادهم الحربي الحاضر الرغبة في غسل الإهانة التي لحقتهم بهزيمتهم في عدوة.
وقد تسلم منليك غرامة قدرها 700000 جنيه إنجليزي وأطلق سراح الأسرى الإيطاليين، وكان عقد المعاهدة في أديس أبابا في 26 أكتوبر سنة 1896، وعقدت بعدها معاهدات واتفاقات أخرى في صدد تحديد التخوم بين الحبشة وأريتريا. (13) موسوليني والحرب
وقد صرح السنيور موسوليني علنا بأنه يريد الاستيلاء على الحبشة كلها، وأنه لا بد من محاربتها، وأنه لن يمسك عن الحرب أمام أي قرار من عصبة الأمم أو سواها، وأنه لا يمنع الحرب إلا شيء واحد؛ هو أن تسلم الحبشة نفسها لإيطاليا بغير قتال. (14) الاتحاد بين الحبشان
جمعت الحرب الحبشية القادمة بين القلوب المتنافرة وبين رءوس الحبشة المتنافسين وقد تحمسوا للدفاع عن الوطن، وقد عني الإمبراطور بكسب رضاء المسلمين من رعاياه، وقد أصبحوا يدا واحدة مع إخوانهم. (15) الجاليات الأجنبية
Unknown page