210

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

[استشهاد أمير المؤمنين صلوات الله عليه]

[179] أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الأسدي بإسناده عن إسماعيل بن راشد، قال: من حديث ابن ملجم (لعنه الله) وأصحابه أن عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) والبرك بن عبد الله وعمرو بن أبي بكر التميمي اجتمعوا بمكة، فذكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم، ثم ذكروا أمر أهل النهروان فترحموا عليهم، وقالوا: والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا، فلوا اشترينا لله أنفسنا وأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم وأرحنا منهم البلاد.

قال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طلب.

وقال البرك: أنا أكفيكم معاوية.

قال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا على ذلك واتعدوا ليلة تسعة عشر من رمضان، الليلة التي ضرب فيها ابن ملجم (لعنه الله) عليا عليه السلام، فأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه، فأما ابن ملجم (لعنه الله) فلقي أصحابه بالكوفة فكاتمهم أمره حتى إذا أتى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب، وقد كان علي عليه السلام قتل منهم عدة يوم النهروان، فلقي من يومه ذلك امرأة يقال لها: قطام بنت شجنة، وكان علي عليه السلام قتل أباها وأخاها يوم النهروان، وكانت جميلة، فلما رآها التبست بقلبه فخطبها، فقالت: لا أتزوجك حتى تشتفي لي.

قال: وما تشائين؟

قالت: ثلاثة آلاف، وعبدا وقينة، وقتل علي بن أبي طالب.

فقال: والله ما جاء بي إلا قتل علي بن أبي طالب.

قالت: فإني أطلب لك من يساعدك، وبعثت إلى رجل يقال له: وردان فكلمته فأجابها، وأتى ابن ملجم (لعنه الله) شبيب بن بجرة، ويقال: شبث، وقال: هل لك في قتل علي؟

فقال: ثكلتك أمك كيف تقدر عليه؟

قال: أكمن له في المسجد، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه.

قال: ويحك لو كان غير علي كان أهون.

قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد المصلين.

قال: بلى.

Page 308