211

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

قال: نقتله بمن قتل من إخواننا، فأجابه، فجاءوا حتى دخلوا على قطام، وقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه، ثم أخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي خرج منها علي عليه السلام، فخرج صلوات الله عليه لصلاة الغداة فشد عليه شبث فوقع سيفه بعضادة الباب وبالطاق، ولم يصبه وضربه ابن ملجم (لعنه الله) على رأسه، وهرب وردان حتى دخل منزله، فدخل عليه رجل من بني أبيه وهو ينزع السيف والحرير وأخبره بما كان، فذهب إلى منزله وأخذ سيفه وعلاه به حتى قتله، وخرج شبث ونجا، وشدوا على ابن ملجم (لعنه الله) وأخذوه.

يقال: إنه أتى تلك الليلة الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن جبلة بن معاوية وكان يناجيه بناحية من المسجد، وحجر بن عدي (رحمة الله عليه) يصلي، فسمع الأشعث يقول له: النجاء، فضحك - الصبح، فقال حجر: قتلته يا أعور قتلك الله، وكان الأشعث أعور، وكان ابن ملجم (لعنه الله) حليفا لبني جبلة وابن أخت لهم، وجبلة هو الذي ينتمي إليه الأشعث لأنه الذي يدعى أشعث بن قيس كما قدمنا نسبه.

فلما قتل علي عليه السلام قال قيس بن يزيد بن أبي ربيعة الكندي يرثيه ويهجو الأشعث:

قتلت أمير المؤمنين تخونا .... على غير شيء يابن واهضة الخصى

وأنت لعج من هوابد فارس .... تؤول لعلج ما تؤول لذي العلى

لسنجيب تيم شر أبناء فارس .... إلى شر منحول وألأم منتمى

غدرت بميمون النقيبة حازم .... وأكرم من ضمت حصان ومن مشى

أخى الدين والإسلام والبر والتقى .... وصهر الذي أصفى له الدين بالهدى

أبر بذي قربى وأبعد من خنا .... وأتقى لرب حين ميز ذو النهى

وأشجع من ضرغامة ذي مهابة .... وأجود من نور السماك إذا سقى

أخا أحمد والوارث العلم بعده .... وصي له في الغابرين ومن مضى

فأبشر أخا الإتراف والحوب والخنا .... بما إن تلاقي أن تحش لكم لظى

مقارن إبليس بها عرف نارها .... وقود لحاميها ليهن لك الشقا

Page 309