Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
ثم قال تعالى: ((والليل إذا عسعس (17))) وعسعسة الليل إدباره وتوليه عند آخره ((والصبح إذا تنفس(18) إنه لقول رسول كريم (19))) وتنفسه: اعتراض الفجر بالضوء عند صدوع نوره، وإقسامه بهذه الأقسام تنبيه منه تبارك وتعالى على أنها من آياته العظام، ومخرج القسم عند قوله: ((إنه لقول رسول كريم (19))) دلالة أيضا على ما لجبريل رسوله من الشرف والرفعة والتعظيم.
ثم قال تعالى: ((ذي قوة عند ذي العرش مكين (20))) فأخبر عن قوة جبريل في بنيته، وفضل ماله في الأمور التي قواه عليها من قوته، وعن مكانه منه وكرمه لديه ومكنته.
ثم قال سبحانه لذكر فضل جبريل عليه السلام مثنيا، وبمكانه منه وكرمه لديه وقدره عنده مخبرا : ((مطاع ثم أمين (21))) يعني سبحانه أن جبريل مطاع ثم، وثم يعني بها السماء فهو ثم مطاع، والملائكة له فذو استماع، وهو هنالك الأمين ومجاب الدعوة عند الله يعطى ما سأل عند الله فهو الذي لا يخون لأمانته وصدقه وبره ومنزلته عند الله ومكانته، وهو المجاب المطاع في دعوته.
ثم أتبع الثناء على جبريل بالثناء على الرسول صلى الله عليه وعلى آله فقال: ((وما صاحبكم بمجنون (22)))كان المشركون ينسبون إليه من الجنون ((ولقد رآه بالأفق المبين (23))) يعني سبحانه رؤية النبي لهذا الرسول الكريم، وهو جبريل ذي القدرة عند الله العظيم، إذ رأى النبي جبريل صلى الله عليهما بالأفق من السماء المبين.
Page 299