Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
((وما هو على الغيب بضنين (24))) يعني والله أعلم بمتهم عند الله في سره المعيب بادعاء باطل ولا تكذيب.
ثم قال تعالى للمشركين مكذبا فيما كانوا يرمون به النبي عليه السلام ظلما وكذبا من الآخذ لما يقول عن الشياطين كما كان يفعل الكهان المبطلون: ((وما هو بقول شيطان رجيم (25))).
ثم قال تبارك وتعالى: ((فأين تذهبون (26))) يعني فأين تذهبون باهتين كاذبين في إتباع ظنونكم حائرين ضالين.
ثم أخبر عن هذا الوحي الصادق، والخبر عما نبأ به من أنباء الحشر وغيره من وحيه إلى رسوله ونبيئه فقال: ((إن هو إلا ذكر للعالمين (27))) يعني سبحانه إن هو إلا تذكرة وتذكير للمتذكرين.
ثم قال سبحانه لا إله إلا هو: ((لمن شاء منكم أن يستقيم (28))) فدل بقوله: ((لمن شاء منكم أن يستقيم)) على أنه قد أعطى القدرة والإستطاعة والقوة من أمره بالإستقامة من المطيعين، ولو لم يكن أعطاهم المشيئة، ووهب لهم بكرمه منها ما وهبهم وأعطاهم من العطية لما قال: ((لمن شاء)) ولكان القول إنما هو لمن شئت منكم أن يستقيم.
ثم قال سبحانه: ((وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين (29))) خبرا منه تعالى عن أنهم لا يطيعون من قبل أنفسهم فيشآؤن الطاعة فيكونوا لها مختارين إلا أن يشاء الله جبرهم على الاستقامة فيكونوا عليها مجبورين.
Page 300