Marham Cilal Mucdila

al-Yafiʿi d. 768 AH
90

Marham Cilal Mucdila

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

Investigator

محمود محمد محمود حسن نصار

Publisher

دار الجيل-لبنان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

Publisher Location

بيروت

مَا عرضت لَهُ هَذِه الْآيَة وَأرى خَمْسَة أَشْيَاء قد عرضت لهَذِهِ الْآيَة مَانِعَة من عُمُوم الِاسْتِدْلَال بهَا بَعْضهَا مَا ذكره إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي كَلَامه هَذَا الأول مِنْهَا أَن الْمُفَسّرين اخْتلفُوا فِي معنى قَوْله تَعَالَى يعْبدُونَ الثَّانِي أَن الْآيَة مجملة عِنْد بعض الْعلمَاء الثَّالِث أَنه دَخلهَا التَّخْصِيص باستثناء الْمَذْكُورين الرَّابِع أَن أصل الْعِبَادَة التذلل كَمَا ذكر وعمومها على هَذَا الْوَجْه مُمكن لقَوْله تَعَالَى ﴿وَإِن من شَيْء إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ﴾ وَقَوله ﷺ (الْمَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) الْخَامِس مَا يَئُول إِلَيْهِ مَا ذَكرُوهُ فِي الْعُمُوم من التَّنَاقُض الْمَذْكُور قلت وَمَعَ هَذِه كلهَا يَنْبَغِي أَن يعارضوا بقوله ﷿ ﴿وَلَقَد ذرأنا لِجَهَنَّم كثيرا من الْجِنّ وَالْإِنْس﴾ الْآيَة وَوجه الِاسْتِدْلَال بهَا أَن المخلوقين لِجَهَنَّم لَيْسُوا مخلوقين لِلْعِبَادَةِ لِأَن المخلوقين لِلْعِبَادَةِ هم الَّذين سبقت لَهُم الْحسنى بالسعادة وَقد قَالَ الله تَعَالَى فيهم ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون﴾ قَالَ وَمِمَّا يستدلون بِهِ قَوْله تَعَالَى ﴿مَا أَصَابَك من حَسَنَة فَمن الله وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة فَمن نَفسك﴾

1 / 115