71

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Investigator

إياد خالد الطباع

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Publisher Location

دمشق

وَأما المباهاة بالدنيا فبأن يزِيد على أَبنَاء جنسه بالأبنية والمآكل والمشارب والملابس والمناكح والأثاث والخدم لَا يُرِيد بذلك إِلَّا أَن يفوق غَيره وَأَن يعرفهُ أَنه أفضل مِنْهُ فِي ذَلِك والمفاخرة كالمباهاة وتزيد عَلَيْهَا بِأَن يذكر مَا فَضله بِهِ تَعْظِيمًا لنَفسِهِ وتحقيرا لصَاحبه مثل أَن يَقُول كم سَمِعت أَنْت وَهل تحسن شَيْئا وَمَا تَقول فِي مَسْأَلَة كَذَا وَكَذَا أَو يَقُول مَا يحسن فلَان مثل مَا أحسن وَلَا قَامَ مقَامي قطّ فِي حَرْب وَلَا فِي غَيره وَكم تحفظ من الحَدِيث وَمن لقِيت من الشُّيُوخ وَمن أدْركْت من الْعلمَاء والمفاخرة بالدنيا كَقَوْلِه أَنْت فَقير وَلَا مَال لَك وَكم ربحت وَأي شَيْء ملكت وعبدي ومولاي أغْنى مِنْك وَالتَّكَاثُر كالمفاخرة وَيزِيد عَلَيْهَا بالتعديد مثل أَن يَقُول سَمِعت كَذَا وَكَذَا من الحَدِيث وغزوت وَحَجَجْت كَذَا وَكَذَا غَزْوَة وَحجَّة وَأدْركت كَذَا وَكَذَا من الْمَشَايِخ وَمَا أفطرت من كَذَا وَكَذَا وَمن ينَام بِالسحرِ فَإِن كَانَ المفاخر المكاثر فطنا يحب أَن يحمد بِمَا فاخر بِهِ أَو كاثر ويخشى أَن يذم بالمفاخرة والمكاثرة عرض بالمفاخرة والمكاثرة ليحصل على غرضيه وَهَذِه الْأَخْلَاق الذميمة يُجَامع بَعْضهَا بَعْضًا وَيزِيد بَعْضهَا على بعض وَلأَجل ذَلِك فرق الْكتاب وَالسّنة بَينهمَا فَفِي الْكتاب ﴿وتفاخر بَيْنكُم وتكاثر فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد﴾

1 / 82