ويقوي الدماغ وينفع هو وعصارته وورقه سما، ويضمد بها العين الرمد إذا شوي شيئا، والمشوي منه في العجين ينفع قلة الشهوة ومن الدود والدوسنطاريا. ومن خاصيته فيما ذكره الأطباء توليد النسيان، وروي فيه أثرا إلا أنه في غاية النكران وشرابه يعقل الطبيعة ويقمع حرا، ويصلح الغثي والقيء الكائنتين من المرة الصفراء، وعصارته لرجل النقرس طلاء، وهو يسر النفس ويحسن الخلق شما ومأكلا، والحذر من فاكهة لم تنضج على شجرها فإنها عليلة ومن أكثر من ذلك حمى حُمى طويلة، وجعل ابن البيطار السفرجل نوع من أنواع التفاح، وجعل منها غالب ما أوردناه، في هذا المراح، فسمي الأترج بالتفاح المائي نسبة إلى بلادماه، والخوخ بالتفاح الفارسي سماه، والمشمش بالتفاح الأرمني دعاه، وهذا يدل على شرف التفاح لمن وعاه، ومن محاسنه الأدبية أنه اجتمع فيه الصفرة الدرية، والبياض الفضي والحمرة الذهبية. وأنه يلذذ من الحواس ثلاثا بجرمه العين لحسنه، والأنف لعرفه، والفم لطعمه، وكم قال فيه من شاعر ماهر وأديب باهر. حيث قال أحدهم:
وتفاحة فيها احمرار وخضرة ... مخضبة بالطيب من كل جانب
تكامل فيها الحسن حتى كأنها ... تورد خد فوق خضرة شارب
وقال آخر
كأنما التفاح لما بدا ... يرفل في أثوابه الحمر
شهد بماء الورد مستودع ... في أكر من جامد الخمر
كأننا حين نحيا به ... نستشف الند من الجمر
وقال آخر
تفاحة جمعت لونين خلنهما ... خدي حبيب ومحبوب قد اعتنقا
تعانقا فبدا الواشي فراعهما ... فاحمر إذا خجلا واصفر ذا فرقا
1 / 32