يسقط الشهوة ويرخي المعدة عن القوة، وقد كفانا مؤنة الرد عليك وحذرنا من القرب منك والإصغاء إليك فقال.
أعلي يفتخر البنفسج جاهلا ... وإلي يغري كل فضل يبهر
وأنا المحبب للقلوب زمانه ... وبمقدمي أهل المسرة يفخر
وقال الحاكي عن الورد الباكي
عاينت ورد الروض يلطم خده ... ويقول وهو على البنفسج محنق
لا تقربوه وإن تضوع نشره ... ما بينكم فهو العدو الأزرق
ولكن أنا اللطيف الفواص، الكثير الخواص، أسكن الصداع الحاد، وأذهب بالأرق والأسهار، شرابي شديد الإطفاء، بعيد عن الاستحالة إلى الصفراء صالح لأصحاب الحميات الحادة، نافع من السعال والشوصة، ويبس المادة، ويشرب للاحتلام لمن أراد إسكانه، وبزري وأصلي نافع لوجع المثانة، وأنا أشد من البنفسج ترطيبا، وأبعد من ضرره بالمعدة وأدنى إليها طيبًا.
وما أحسن ما قال في بعض واصفي هذه الأبيات
يرتاح للنيلوفر القلب الذي ... لا يستفيق من الغرام وجده
والورد أصبح في الروايح عبده ... والنرجس المسكي خادم عبده
يا حسنه في بركة قد أصبحت ... محشوة مسكا يشاب بنده
ومني صنف يقال له البنشين، يشابهني في التكوين، لا في التلوين يحدث عند إطباق النيل، وله في منافع الطب تنويل، دهنه محمود في البرسام إذا تسعط به ذوو الأسقام، وأصله البيارون يزيد في الباه كثيرا ويسخن المعدة ويقويها ويقطع الزحير، وقد أنشد فيه من أراد أن يوصله حقه ويوفيه.
وبركة بغدير الماء قد طفحت ... بها عيون من البشنين قد فتحت
كأنها وهي تزهو في جوانبها ... مثل السماء وفيها أنجم سبحت
الآس
فقام الآس: وقد استعد وقال يا نيلوفر لقد تجاوزت الحد،
1 / 19