5

Manẓūmat naghmat al-aghānī fī ʿasharat al-ikhwān

منظومة نغمة الأغاني في عشرة الإخوان

Genres

Sufism

وهذه الشباك في ضمنها هلاك فكابدوا المجاعة وأنتظروني ساعة

حتى أرى واختبر والفوز حق المصطبر

فأعرضوا عن قوله واستضحكوا من حوله

قالوا وقد خط القدر للسمع منهم والبصر

ليس على الحق مرا حب معد للقرا

ألقي في التراب للأجر والثواب

ما فيه من محذور لجائع مضرور

أغدوا على الغذاء فالجوع شر داء

فسقطوا جميعا للقطه سريعا

وما دروا أن الردى أكمن في ذاك الغدا

فوقعوا في الشبكة وأيقنوا بالهلكة

وندموا وما الندم مجد وقد زل القدم

فأخذوا في الخبط لحل ذاك الربط

فالتوت الشباك والتفت الأشراك

فصاح ذاك الناصح ما كل سعي ناجح

هذا جزاء من عصى نصيحه وانتقصا

للحرص طعم مر وشره شمر

وكم غدت أمنية جالبة منية

فقالت الجماعة دع الملام الساعة

إن أقبل القناص فما لنا مناص

والفكر في الفكاك من ورطة الهلاك

أولى من الملام وكثرة الكلام

وما يفيد اللاحي في القدر المتاح

فاحتل على الخلاص كحيلة إبن العاص

فقام ذاك الحازم طوع النصوح لازم

فإن أطعتم نصحي ظفرتم بالنجح

وإن عصيتم أمري خاطرتم بالعمر

فقال كل هات فكرك بالنجاة

جميعنا مطيع وكلنا سميع

وليس كل وقت يزول عقل الثبت

فقال لا تحركوا فتستمر الشبكوا

واتفقوا في الهمة لهذه الملمة

حتى تطيروا بالشبك وتأمنوا من الدرك

ثم الخلاص بعد لكم علي وعد

فقبلوا مقاله وامتثلوا ما قاله

واجتمعوا في الحركة وارتفعوا بالشبكة

فقال سيروا عجلا سيرا يفوت الأجلا

ولا تملوا فالملل يعوق فالخطب جلل

فأمهم وراحوا كأنهم رياح واقبل الحبال

في مشيه يختال يحسب أن البركة

قد وقعت في الشبكة

فأبصر الحماما قد حلقت أمامه

وقلت الحبالة وأوقعت خباله

فعض غيضا كفه على ذهاب الكفه

فراح يعدو خلفها يرجو اللحاق سفها

حتى إذا ما أيسا عاد وهو مبتئسا

وأقبل الحمام كأنه غمام

على فلاة قفر من الأنام صفر

فقالت الحمامة بشراكم السلامة

هذا مقام الأمن من كل خوف يعني

فإن أردتم فقعوا لا يعتريكم فزع

فهذه المومات لنا بها النجات

Page 5