والثالث الأشر ذو التسوية حذف لقي مكتنف بالثقة ...ومن أنواع التدليس ما يسمى بتدليس الشيوخ وهو أن يسمي الراوي شيخه أو شيخ شيخه باسم أو كنية أو لقب غير ما اشتهر به وعرف. وهم يقصدون بذلك إخفاء ضعف الحديث وإظهاره في مظهر الصحيح ، وبعضهم يفعله لأن شيخه ضعيف أو صغير السن أو متأخر الوفاة أو سمع منه كثيرا فلا يريد أن يكرره على صورة واحدة إيهاما لكثرة الشيوخ . وهي صور كلها غير مستحسنة لما فيها من صعوبة معرفة الشيخ لمن لم يعرفه ، فقد لا يفطن له الناظر فيحكم عليه بالجهالة كما مضى في مبحث رواية المجهول . وكثيرا ما يفعل هذا الخطيب البغدادي وابن الجوزي وغيرهما.
ومن أنواعه ما يسميه المتقدمون ب(التجويد) ويسميه المتأخرون (تدليس التسوية) لما فيه من تجويد الإسناد وتسويته وذلك بأن يذكر الراوي شيخه الذي سمع منه ولكن يسقط أحد الرواة في الإسناد لضعفه أو صغر سنه تحسينا للحديث ويأتي به بصيغة محتملة للسماع نحو (عن فلان) فيكون أصل الحديث عن ضعيف بين ثقتين لقي أحدها الآخر فيسقط الضعيف ويروي الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني فيستوى الإسناد كله ويصححه الناظر لخفاء العلة.
وهذا شر أقسام التدليس وأفحشها. وممن اشتهر بهذا النوع من التدليس:
=...بقية بن الوليد الكلاعي ت 198ه. حتى قال بعضهم: (أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية)277.
=...ومنهم الوليد بن مسلم القرشي مولاهم ت 194ه.
الإرسال الخفي والمزيد في المتصل ب/17
200 الأول الإرسال عن معاصر بلا سماع وهو غير ظاهر أ/24
كمتن إن وليتموا أبا بكر فهو قوي فيه قطع ما ظهر
Page 82