فأحاديث رفع اليدين رويت في نحو من مائة حديث83. فرواها كل واحد من الصحابة في مناسبة خاصة كالاستسقاء وعند خطبة الجمعة وفي القنوت بحيث يكون القدر المشترك وهو رفع اليدين في الدعاء قد تواتر. ويمثل له العلماء بتواتر كرم حاتم وشجاعة علي وأمثال ذلك.
الآحاد
وغيره الآحاد ظنا حصلا ......وبالقرائن لعلم وصلا
حديث الآحاد هو الذي لم يبلغ درجة التواتر. فإذا صح فإنه يفيد الظن الراجح الذي يوجب العمل. وقد تحتف به قرائن توصله إلى درجة إفادة العلم. وينقسم إلى ثلاثة أقسام: مشهور وعزيز وغريب.
المشهور والمستفيض
مشهور إن رواه فوق اثنين صحيحه كمتن ذي اليدين
...المشهور كما عرفه الحافظ ابن حجر: هو ما له طرق محصورة بأكثر من اثنين ولم يتواتر. وسمي بذلك لوضوحه ، ويرادفه المستفيض على ما سيأتي من كلام الناظم. وقد يكون الحديث مشهورا عند المحدثين وحدهم أو عند الفقهاء أو الأصولين أو النحاة أو عند عوام الناس ولا تستلزم شهرته أن يكون صحيحا ولو أن الغالب فيما يشتهر عند المحدثين أن يكون صحيحا. والعلم عند الله.
=...من الأحاديث المشهورة حديث ذي اليدين وهو حديث رواه ثلاثة من الصحابة: عبد الله بن عمرو وعمران بن الحصين وأبو هريرة رضي الله عنهم. ولفظه في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: أصدق ذو اليدين؟ فقال الناس: نعم. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى اثنين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع).84
Page 34