Al-manṭiq wa-falsafat al-ʿulūm
المنطق وفلسفة العلوم
Genres
ولكن الواقع أنه يوجد بين الظواهر نوعان من العلاقات: «علاقات السبب بالنتيجة» وفيها تكون الظواهر سلسلة متصلة في الزمان، وعلاقات الوسيلة بالغاية، وعليها ترتكز الوحدة المتجانسة المنظمة للطبيعة (ص80) ففي الطبيعة ذاتها مستويان من مستويات الوجود، مما يبرر البرهان الفلسفي الذي أتى به لاشييه. ففي وسعنا القول إن الظواهر «توجد» من حيث إنها تعتمد على سبب يسبقها في الزمان ... كذلك يمكننا القول بأن الظاهرة «توجد» من حيث أنها تساهم في تحقيق غاية هي أيضا مثالية ... بل إن هذا التعريف الثاني للوجود يتمشى، خيرا من الأول، مع الفكرة التي نكونها عموما عن أحد الموجودات؛ لأن ما يسمى بهذا الاسم، ولاسيما إذا كان كائنا حيا، هو على وجه الدقة مجموعة من الظواهر التي تدور - على نحو - حول غاية مشتركة. وعلى ذلك فللطبيعة نوعان من الوجود، يقومان على القانونين اللذين يفرضهما التفكير على الظواهر: وجود مجرد، يتحد ذاتيا مع العلم الذي هو موضوعه، ويرتكز على القانون الضروري للعلل الفاعلة، وقانون عيني، يعادل ما يمكن تسميته بالوظيفة الجمالية للتفكير، ويرتكز على قانون عرضي للعلل الغائية) (ص80-81).
وهذه الغائية هي التي تكشف عن سمة تتميز بها بوضوح فلسفة جول لاشلييه.
الفصل الثالث عشر
العمليات العامة للفكر «تكملة»
التحليل والتركيب - الحدس
الاستنباط والاستقراء صورتان كيفيتان، وغير متميزتين، للتحليل والتركيب، فهذان الأخيران هما المنهج الحقيقي لعلم الطبيعة الرياضية الحديث.
والتحليل هو الحركة التي يصعد بها الذهن من شروط إلى شروط، حتى يصل إلى العنصر العقلي، الذي هو «سبب» المعطى، وقد ابتدعه الرياضيون (التحليل الباحث
Zététique
والتحليل البرهاني
poristique ). ولكن هناك أيضا تحليلا طبيعيا وكيميائيا.
Unknown page