) ويؤكد أن كل تجمع للذرات يتم في ظروف محددة بكل دقة. وهذا القانون هو ذاته نتيجة لفكرة عدم انقسام الذرة. فإذا اتحد «مليار» من ذرات جسم معين، بمليار «من ذرات جسم آخر»، فإن النسب الوزنية تظل في هذه الحالة كما هي في حالة اتحاد ذرة من الجسم الأول بذرة واحدة من الجسم الثاني. (2)
قانون النسب الكثيرة: تثبت التجربة أن المادتين الكيميائيتين يمكن أن تؤديا إلى نوعين متباينين من التركيب، وفي هذه الحالة إذا وحدنا بين وزن معين في إحدى المادتين وبين أوزان من المادة الأخرى التي تتجمع من الأولى بصورة مختلفة، وصلنا إلى علاقات يعبر عنها بحاصل ضرب للتجمع الأبسط. وهذه الصيغة التي تبدو مجردة في الظاهر، تصبح عظيمة الوضوح إذا ما ترجمت إلى لغة الفرض الذري. ففي الحالة الأولى، تتحد ذرة من المادة الثانية بذرة من الأولى، وفي الحالة الثانية، تتحد ذرتان، أو ثلاث ذرات، أو أربع ... من المادة الثانية، بذرة «واحدة» من الأولى.
فإذا ما فكرنا مليا في هذا القانون الذي تقدمه إلينا التجربة، اتضحت لنا فورا القيمة التفسيرية لفرض علمي منتج. (3)
قانون ريشتر
Richter : إذا اتحد جسمان، كل على حدة، مع جسم ثالث، فإن العلاقات الوزنية التي يكشف عنها التحليل في الحالتين تمكن من التعبير عن العلاقات الوزنية لتجمع هذين الجسمين. وهنا أيضا نجد أن التعبير - الذي يبدو مجردا في ظاهره - عن هذا القانون، قد اتضح من تلقاء ذاته إذا ما ترجم إلى لغة الفرض الذري.
وعلى أساس هذه القوانين الثلاثة، يمكننا أن نعزو إلى كل من العناصر عددا يسمى الوزن الذري. وبهذه الطريقة نحصل على قائمة من الأعداد النسبية عن التجمعات، تبين العلاقات الوزنية التي تتحد العناصر الكيميائية فيما بينها تبعا لها.
ولنؤكد هنا أن «الأوزان الذرية» التي نحصل عليها بهذه الطريقة ليست في حقيقة الأمر «أوزانا»، وإنما هي «نسب» بين أوزان، أي هي «أعداد مجردة». ومن المحقق أن من أكبر مظاهر التقدم التي أحرزها العلم المعاصر، الانتقال من هذه الأعداد المجردة المعبرة عن نسب، إلى أعداد عينية تعبر بالفعل عن «وزن» الذرات.
فرض أفوجادرو
Avogadro
ونقطة البدء في هذا النجاح الكبير ترجع إلى الفرض الجريء الذي تقدم به عالم إيطالي في مستهل القرن التاسع عشر. فقد أعجب أفوجادرو بما تتسم به القوانين التي وضعها جيه لوساك
Unknown page