142

Manshur Hidaya

Genres

لك من أوصاف أصحابه المذكورين، فهو معهم في ذلك شريك، وهم في ذلك اسوة. والله ولي التوفيق.

54- [التعريف بعبد الله بوكلب] عبد الله بوكلب وتعلقه بامرأة: ومنهم رجل يقال له عبد الله بوكلب، لقب بذلك لكلب كان يتبعه ويالفه، وكان في ابتدائه يألف البراري ومعه انقباض، وربما يضرب الناس بعصا(1) بيده دائما، ويفر 115 الناس منه ، وكان الجهلة يعتقدون فيه أنه صاحب الوقت وأنه صاحب / البلد وأن الأؤلياء أرسلوه إليه، إلى غير ذلك من ترهات المبطلين ودعاوى الكاذبين، فاشتهر امره بين الناس ويقصده النساء أكثر من الرجال، ويأوي إلى بيت من أحب، ويرى اصاحب البيت أن إتيانه من النعم الضافية(2) عليه، فما زال على ذلك مدة من السنين.

ووكل من يقف عليه، من بايع أو فكاه أو قصاب أو تمار أو غيرهم، يضع يده على ما اشتهي ويرفعه له من غير ابتياع ولا هبة ولا عطية، ويأوي به إلى ما أراد من المساكن اوطبخه ويأكله، وهو عليه كالفهد أو الأسد، ومن أراد من أرباب السعي(3) معارضته أوا افعه يضربه ضربا عنيفا، وربما أدى إلى جراحاته أو هشم عظامه، ولا يبالي عباد اله ها يضربهم وفي آي مكان يضريهم.

اوأما استعماله لأداء الفرض فلا تراه(4) أبدا مصليا ولا متوضيا ولا يفرق بين اعروف ومنكر، كل ذلك عنده في باب واحد إلا ما يهجم عليه من أموال المسلمين فينتهبه لهم ولا يبالي فقيرا كان أو غنيا يتيما كان أو لا ، أترى هذا يعد من الأولياء وقاس بما يقاس به أهل الله وخاصته من الأصفياء وقد مزج دمه ولحمه بغصوبات 19/ المسلمين ولوث نفسه بأوزار العدا(6) عليهم واستتصال أموالهم؟ وهب / أن البعض ايرى ذلك منة ونعمة فالمحتاج لما رفعه له ما يفعل معه فيه بين يدي الله؟ ولو لم يكن 17 (1) في الأصل (بعصى).

(2) في الأصل (الظافية) .

3) كذا (السعي) ولعلها (السلع) أولى (4) كانت (تراهم) وصححت (تراه).

(5) كذا (العدا) وهي (الاعتداء).

Unknown page