196

Manhaj Munir

المنهج المنير تمام الروض النضير

Genres

Hadith

وأشار إلى ذلك المقبلي في (المنار)، قلت: والذي يظهر من الأدلة: أن الوجه جلي، وذلك هو نص كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ابن عباس المرفوع، وفيه: ((... فلأولى رجل ذكر )) أي أقرب رجل من العصبة إلى الميت ، وفي حديث أمير المؤمنين علي بلفظ: إذا كانت العصبة من قبل أبيهم وأمهم واحدة، وكان فيهم من هو أقرب كان هو أقرب بالميراث، ذكره في (كنز العمال) في رواية أبي الشيخ، وللإجماع على الأخصية بقرب الدرج على تأكد النسب كما صرح بذلك ابن حزم وغيره، وأما الإجماعين فالذي تقتضيه الدلالة هو عدم الترجيح، لعدم المعارضة بينهما، لما بينهما من البون، لأن الإجماع على قرب الدرج إنما هو باعتبار بعد درج الوارث الآخر كما هنا.

وأما الإجماع على قوة النسبين على ذي النسب فلا يتأتى ذلك إلا مع استواء الدرج وليس ما هنا من ذلك، توضيح ذلك أن درجة البنوة بل ودرجة الأبوة لا يتأتى فيهما غير الأخصية بقرب الدرج دون الأخصية بقوة النسب، فلا تتصور أصلا، ولهذا اعتبر العلماء فيهما الأخصية بقرب الدرج إلى الميت أو إلى المعتق.

ودرجة الأخوة والأعمام وبنيهم يتأتى فيهما الأخصية بقرب الدرج إلى الميت أو إلى المعتق والأخصية بقوة النسب وكل من الأخصيتين هاهنا مجمع عليها، لكن الأخصية بقوة النسب لا تعتبر إلا مع استواء الدرج نسبة إلى الميت من جهة واحدة، كما هو منطوق ونصوص العلماء في مؤلفاتهم.

Page 240