241

البحث العاشر

في أنه تعالى متكلم

لا خلاف في ذلك بين المسلمين ، وانما الخلاف في المعنى ، فالمشهور عند المعتزلة إن الكلام هو الحروف المسموعة المترتبة المنتظمة ، والله تعالى متكلم بمعنى أنه فاعل للكلام في جسم من الأجسام ، والدليل على التفسير إن المعقول من الكلام هو هذا وغيره غير معقول وما لا يعقل لا يجوز إثباته ، وعلى إمكان الثبوت ، إنه تعالى قادر على كل مقدور وعلى وقوعه السمع.

** لا يقال :

إن كان قديما لزم الكذب في الإخبارات والسفه فيها وفي غيرها ، وإن كان حادثا فإن كان فيه لزم حلول الحوادث في ذاته وهو محال ، وإن كان في غيره فهو أولى بالصفة ، وإن كان لا في محل فهو غير معقول.

** لأنا نقول :

ظهور القرآن الذي هو معجز وإنه مستند إلى الله تعالى ، وكيفية استناده إليه غير معلوم (1) الآن ، فإنه يجوز أن يكون قد فعله هو ويجوز أن يكون قد أقدره عليه ، فإذا أخبر النبي الصادق باستناد (2) الكلام إليه بالفعل وجب المسير إليه.

وأما الثاني فإنا (3) نقول : إنه حال في غيره ولا يجب اتصاف ذلك الغير به ،

Page 287