252

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

(3) جوابات على سؤالات بكر بن حارثة

التعامل مع أئمة الجور

حدثني منصور، قال: حدثني عبدالله بن محمد، قال: حدثني عمارة بن زيد، قال: حدثني بكر بن حارثه، قال:

كتب رجل من أهل الشام إلى الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، يذكر: إنه جاءنا من أخبرنا عنك أنك تقول: إن الصلاة لا تقبل - في أيام إمام الجور - من المصلين، وكذلك سائر الفرائض. فما ذنبنا إذا قهرنا على أنفسنا، وغلب علينا أهل الجور؟ وما حيلتنا؟

فأنكر ذلك الإمام أبو الحسين ، ولعن من أخبر بذلك عنه، وكتب عليه السلام إلى الشأم بخطه:

جاءني كتابك [الذي] ذكرت فيه أنه جاءكم من أخبركم أني قلت: إن الصلاة لا تقبل في أيام إمام الجور من المصلين، وكذلك سائر الفرائض، وقلت: فما ذنبنا إذا قهرنا على أنفسنا، وغلب علينا أهل الجور؟ وما حيلتنا؟ فلم أقل ذلك بحمدالله، ولم أكذب على الله قط، وأي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت على الله مالم ينزل به سلطانا؟!

بل أقول: إن العارف بما عليه أهل الجور وبمنزلة الظالمين الفاسقين، المفارق لهم بقلبه، المباين لهم بعمله، العالم بمنزلة أهل الحق وما يجري عليهم في دول الكافرين، وسلطان الجائرين، الذي يعمل بطاعة الله، ويريد ثواب الله - وإن كان في جماعتهم وبين ظهرانيهم - يضاعف الله له الأجر، ويكمل له ثواب المحسنين، ويتقبل منه تقبله من المؤمنين المتقين.

وكيف يأخذ الله المحسن بالمسيء إذا كان مقهورا ؟! ولكن من كثر جماعتهم وأعانهم على ظلمهم وجباياتهم، واكتتب في ديوانهم، فهو شريكهم ومنهم، وإذا ذكروا الله بألسنتهم لعنتهم الملائكة، وحل عليهم سخطه ونقمته.

Page 256