250

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

وذكرت أمر السامرية الذين قالوا: لا قتال، كما قال إخوانهم من قبلهم: لا مساس. فلو كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلام أمر في ذلك لاأمضاه، فأنا أوقفهم ولا أجاهدهم كصنع أمير المؤمنين في سلفهم: سعد، وابن عمر، وأسامة، وأبي مرة ، وابن مسلمة، وذويهم، تركهم أمير المؤمنين في دينهم يترددون، وفي طغيانهم يعمهون، فقد لبس هؤلاء النفر الذين لا يعلمون، ويظن الجاهلون أنما كانوا متورعين، وإنما استماتوا وسئموا وتربصوا لغرة هذه الأمة، فقد نالوا ما أرادوا من غلبة الدين، وقد لقوا ربا كريما والله ولي أمرهم، فنقفهم حيث وقفوا، ولا نجوز بهم الأمر الذي عليه عكفوا.

وذكرت أمر طلحة، والزبير، وعائشة، ومن تبعهم، وما كان منهم من الحرب لأمير المؤمنين عليه السلام.

قلت: أن قوما قالوا: قد تابوا من ذلك، فأحببت أن تعلم قولي في ذلك، فقد ثبت عليهم ما أجرموا وإلى الله المصير.

وذكرت أن قوما قد أقاموا على سخط الله تعالى وعصيانه، ومخالفته، وأنهم إذا نهو عن ذلك قالوا: الله أراد هذا، الله قدر هذا. فأرسلوا أنفسهم في الذنوب، ولجوا في المعاصي، فإحببت أن أكتب إليك ما أرى في ذلك، والذي أقول في ذلك وأرضاه: أن تقرأ القرآن وتدبره، فتنظر ما أراده الله، وأوجبه فتضيفه إلى الله، وما كرهه فتضيفه إلى صانعه.

أرأيت قوله في كتابه: ?ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم? [الزمر: 7] أرأيت قوله: ?يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر? [البقرة: 185]، أرأيت قوله تعالى: ?وقالوا لو شاء الله ما عبدناهم مالهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون? [الزخرف: 20]، هذا كله قول الله عز وجل وهو أصدق من قولهم.

Page 254