221

al-Magalis al-Muʾayyadiyyat

المجالس المؤيدية

Genres

============================================================

المجالم العويدية فاما قولهم فى الخمر والزنا والفواحش : إن الإشارة وافعة بها إلى الاضداد ، فاذا عرفوا من هم ، ووفع البراءة منهم ، كان باب ارتكاب هذه المذاكيرمفتوحا ، ومسرح فضاء الشهوات فيها فسيحا، فقد سبق مذا الجواب أنهم فى قولهم هذا آفكون، و لطريق الرشاد تاركون ، وفى ملك الغى سالكون . ونحن نقيم البرهان المبين على ان تحريم الخمر التى كانت محللة فى جميع الشرائع كان فضلا للنبى مذخورا ، و شرفا عليه من دون الأنبياء عليه السلام موفورا.

زععم الزاعمون أن قضية تحريم الخمر كانت بادرة من حمزة بن عبد المطلب بدرت فى سكره ، وفعلا اقتضى تحريم حلالها لنكره . وهذا قول بالغ فى التنقص له تعالى ولرسوله . وينبغى أن يتأمل المتأمل ما أجله الله سبحانه وما حرمه من الأشياء كلها ، فإن كان شىء منها بعلة فعل من فاعل ، وجب أن يكون تخحريم الخمربعلة ما فعله حمزة ، وإلاكان قولهم فى ذلك محالا مستحيلا ، يؤدى إلى الاراء بفعل الله سبحانه ورسوله . فليت شعرى ، أكان خافيا على الله سبحانه علع ما فى الخمر من إثارة الخصومة والشر، وعلم ما فيها من الخسد والقبح ، حتى ظهرمن حمزة ما ظهر ، فصار الحجة فى تحريمها ، فإذا كان ذلك من الأسباب الملمتنعة فنقول : إن الخمر كانت محللة فى الشرائع المتقدمة من حيث إنها لم تكن مستوفية حد الكمال ، بل كانت معرضة للنسخ والزوال ، فلما نسخ الله بشريعة م حمد جميعها ، وقتل قانونها ، ووضع موضوعها، وأمكن عليها من التغيير والاستحالة وفاها بكمالها أقسام الشرف والجلالة ، كما قال الله تعالى . " اليوم أكملت لكم دينكم وأنتقمت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا (1)" .

(1) سورة العائدة :3.

Page 221