وما أعطاه الله من عمر مباركٍ مديد يقرب من السبعين قضاه في العلم والتعلم والتأليف والكتابة من شأنه أن يبلغ صاحبه بتوفيق الله هذه المكانة الرفيعة١.
ونظرًا لما لابن عبد الهادي من مكانة علمية في نفوس العلماء، وما يتمتع به من سعة العلم وقوة الحفظ، فقد أثنى عليه كثير من علماء عصره ومن جاء بعدهم من العلماء.
قال فيه عصريه عبد القادر النعيمي (ت: ٩٢٧هـ): "الشيخ العالم المصنف المحدث"٢.
وقال تلميذه ابن طولون: "وهو الشيخ الإمام علم الأعلام المحدث الرحلة العلامة الفهامة العامل المتقن"٣.
ووصفه محمّد بن محمّد نجم الدين الغزي (ت: ١٠٦١هـ) بقوله: "الشيخ الإمام العلامة المصنف المحدث"٤.
ونوَّه بعلمه وفضله ابن العماد (ت: ١٠٨٩هـ) فقال: "كان إمامًا علامة يغلبُ عليه الحديث والفقه، يشارك في النحو والتصريف والتصوف والتفسير وله مؤلفات كثيرة"٥.
وقال محمّد بن محمّد كمال الدين الغزي (ت: ١٢١٤هـ): "هو الشيخ الإمام العلامة الهمام، نخبة المحدثين، عمدة الحفاظ المسندين، بقية السلف، قدوة الخلف، كان جبلًا من جبال العلم وفردًا من أفراد العلم، عديم
_________
١ طلس: مقدمة ثمار المقاصد ص: ١٤، رضوان بن غربية: مقدمة الدر النقي ١/٢٦.
٢ النعيمي: عنوان الزمان ق ٣٣/ ب.
٣ ابن حميد: السحب الوابلة ص: ٤٨٧.
٤ الغزي: الكواكب السائرة ١/٣١٦.
٥ ابن العماد: شذرات الذهب.
1 / 41