المصادر: أنه رحل إلى بعلبك١ فقرأ بها على أبي حفص ابن السلمي، وخلقٍ من أصحاب ابن الرعبوب، وقرأ ثمة (صحيح البخاري)، و(مسند الحميدي)، و(المنتخب لعبد بن حميد)، و(مسند الدارمي)، وتفقه بالشيخ ابن قندس٢.
ورحل أيضًا إلى مدينة (نابلس) ٣ وتكلم على حماماتها وحكم الإيقاد فيها٤.
وحج سنة ثمان وتسع مئة كما ذكر السخاوي٥.
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
إن خير ما يصور منْزلة ابن عبد الهادي العلمية، وأثره الإصلاحي، هو آثاره الكثيرة التي خلّفها، وما لقيته من اهتمام العلماء والدارسين بها في العصور المُتعاقبة.
ويُضَمُّ إلى هذا سيرة ابن عبد الهادي العلمية وثقافته العالية، ذات الوجوه المتعددة التي أخرجت هذه الثمار الوافرة، فكان حافظًا بارعًا، ومحدثًا جهبذًا، وفقيهًا عارفًا، ومؤرخًا جامعًا، ولغويًا متمكنًا من العربية، وكان حافظًا جيدًا لأسماء الرجال وطرق الحديث.
ولا عجب في ذلك فإن منشأه في الوسط العلمي الذي تحدثنا عنها آنفًا،
_________
١ بعلبك: مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة، بينها وبين دمشق ثلاث مراحل (معجم البلدان ١/٤٥٣) .
٢ ابن حميد: السحب الوابلة ص: ٤٨٨.
٣ نابلس: مدينة مشهورة في فلسطين، بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ (معجم البلدان ٥/٢٤٨) .
٤ ابن عبد الهادي: آداب الحمام وأحكامه ق ١٤/ ب.
٥ السخاوي: الضوء اللامع ١٠/٣٠٨.
1 / 40