٣- الأوقاف على المدارس ودور التعليم:
كانت الأوقاف هي المصدر الرئيسي لتمويل الحركة العلمية، وكان يساهم فيها الأمراء والشعب على حد سواء، وقد توسعت في عصر المماليك حتى شملت قسمًا كبيرًا من الأراضي والعقارات داخل دمشق وخارجها١.
وقد حرص السلاطين المماليك وغيرهم ممن أنشأ المدارس على استمرارها في أداء رسالتها في نشر العلم وتعليم الأمة، واهتموا بنظام الأوقاف، فمن خلاله يتم تأمين الموارد المالية اللازمة، تجبي للنفقة على تلك المدارس وغيرها من دور العلم٢.
ومن هذه الأوقاف تجبي الأموال الكثيرة وتصرف على المدارس ومن فيها من مدرسين وموظفين وطلاب٣.
كما ساعد نظام الأوقاف على فتح أبواب العلم للفقراء، إذ تكفلت تلك الأوقاف بتدريسهم وتأمين الطعام والشراب والسكن والعلاج لأولئك الطلاب٤.
وقد اتسعت أوقاف هذه المدرسة وخيراتها، وقل سنة من السنين تمضي إلا ويصير إليها وقف حتى صار من كل أنواع البر لها"٥.
_________
١ العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: ١٦٢.
٢ الغامدي: الخلافة العباسية في مصر ص: ٤٧٢.
٣ المقريزي: الخطط ٤/٢٠١، ٢٢٢، ٢٥١، العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: ١٦٢.
٤ المقريزي: الخطط ٤/٥٢، ٥٣، العسلي: معاهد العلم في بيت المقدس ص: ٢٣، سليم عصر سلاطين المماليك ٣/٦٤.
٥ ابن طولون: القلائد الجوهرية ١/٢٦٦.
1 / 30