292

al-Mahasin wa-l-addad

المحاسن والأضداد

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Publisher Location

بيروت

محاسن الهدايا
قال: وكتب الناس في الهدايا، فأكثروا من الكلام المنثور، والشعر الموزون، وكل يكتب ويقول يمقدار عقله وعلمه، حتى قالوا: إنها قرابة وصلة كالرحم الماسة، والقرابة القريبة، وكلحمة النسب؛ وأكثروا من الشفيع، لقول رسول الله ﷺ: «تهادوا وتحابوا»، وقيل: «الهدية تفتح الباب المصمت، وتسل سخيمة القلب» . وروي عن عائشة أنها قالت:
«اللطفة عطفة، وتزرع في القلوب المحبة» . قال: كان رسول الله، ﷺ، يقبل الهدية، ويثيب عليها ما هو خير منها» . وقال ﵊:
«لو أهدي إلي ذراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأجبت» . وقال ﵊: «الهدية رزق من الله ﷿، فمن أهدي إليه شيء فليقبله» . وقال ﷺ: «نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، ما أرضي الغضبان، ولا استعطف ولا أستميل الهاجر، ولا توقي المحذور بمثل الهدية والبر» .
وقال الله ﷿:
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ، فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ: أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ.
وروي أن عاملًا لعلي، ﵁، قدم من بعض الأطراف، فأهدى إلى الحسن والحسين، سلام الله عليهما، ولم يهد إلى ابن الحنفية، فقال متمثلا:

1 / 318