212

al-Mahasin wa-l-addad

المحاسن والأضداد

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Publisher Location

بيروت

الملك، بسعادة الجدّ، ورزقت على أعدائك الظفر، وأعطيت الخير، وجنبت طاعة النساء» . فغاظ ذلك شيرين، وكانت أجمل نساء عصرها، وأتمهن عقلًا، فقالت لكسرى: «أيها الملك! إن هذا الموبذان قد طعن في السن، ولست مستغنيًا عن رأيه ومشورته. وقد رأيت لحاجتك إليه أن أهب له «مسكدانة»، جاريتي؛ وقد عرفت عقلها وجمالها، فإن رأيت أن تسأله قبولها، فافعل» . فكلم كسرى الموبذان في ذلك، فهش للجارية لمعرفته بجمالها وفضلها، فقال: «قد قبلتها أيها الملك، لا يثارها إياي بأفضل جواريها» . فقالت شيرين لمسكدانة: «إني أريد أن تأتي هذا الشيخ، فتبدي له محاسنك، وتجيدي خدمته، فإذا هش لمضاجعتك، فامتنعي عليه حتى توكفيه وتركبيه، وتعلميني الوقت الذي يتهيأ لك ذلك حتى لا يعود أن يزيد في تحية الملك: «ووقيت طاعة النساء» فقالت مسكدانة: «أفعل يا سيدتي» . ثم انطلقت إلى الشيخ، فصارت عنده في داره التي يحتلها من قصر الملك؛ فجعلت تخدمه، وتبره، وتظهر له الكرامة، وهي مع ذلك تبرز له محاسنها، وتشف له عن صدرها ونحرها، وتبدي له ساقيها وفخذيها، فارتاح الموبذان إليها، وشرح صدره لمضاجعتها، فجععلت تمتنع عليه، فيزداد في ذلك حرصًا. فلما ألح عليها، قالت له: «أيها القاضي! ما أنا بمجيبتك إلى ما سألت، حتى أو كفك وأركبك؛ فإن أجبتني إلى ذلك، صرت طوع يدك فيما تريد وتدعو إليه من مسرتك» . فامتنع عليها أيامًا، وبقيت تتزين له بزينتها، وتكشف له عن محاسنها، حتى عيل صبره، فقال لها: «أفعلي ما أجببت» . فهيأت له برذعة صغيرة، وإكافًا صغيرًا، وحزامًا وثفرًا، وأقامته عريانًا على أربع، ووضعت على ظهره البرذعة، والأكاف، وجعلت الثفر تحت خصيتيه، وهي قائمة، وركبته وهي تقول: «خر خر» . وأرسلت إلى سيدتها شيرين تعلمها بذلك، فقالت شيرين للملك:

1 / 234