186

al-Mahasin wa-l-addad

المحاسن والأضداد

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Publisher Location

بيروت

ولو ركبت ما حرم الله لم يكن ... بأقبح عند الله مما استحلت قال: وكان بالمدينة رجل قد أعطي جودة الرأي، ولم يكن فيها من يريد إبرام أمر إلا شاوره، فأراد رجل من قريش أن يتزوج، فأتاه فقال: «أنا أريد أن أضم إلي أهلًا فأشر علي»، قال: «افعل تحصن دينك، وتصن مؤونتك، وإياك والجمال البارع»، قال: «ولم نهيتني، وإنما هو نهاية ما يطلب الناس»؟ قال: «لأنه ما فاق الجمال إلا لحقه قول»، أما سمعت قول الشاعر: ولن تصادف مرعى مونقًا أبدًا ... إلا وجدت به آثار مأكول قيل: وكانت جارية من بنات الملوك تكره التزويج، فاجتمع عندها نسوة فتذاكرن التزويج، وقلن لها: «ما يمنعك منه»؟ قالت: «وما فيه من الخير»؟ قلن: «وهل لذة العيش إلا في التزويج»؟ قالت: «فلتصف كل واحدة منكن ما عندها فيه من الخير حتى أسمع»؟ فقالت إحداهن: «زوجي عوني في الشدائد، وهو عائدي دون كل عائد، إن غضبت عطف، وإن مرضت لطف»، قالت: «نعم الشيء هذا»، قالت الأخرى: «زوجي لما عناني كافٍ، ولما أسقمني شافٍ، عرقه المسك المعراق، وعناق كالخلد، ولا يملّ طول العهد» . قالت: «هذا خير منه»، قالت الأخرى: «زوجي الشعار حين أبرد، وأنيسي حين أفرد» . فتزوجت، فقلن لها: «يا فلانة، كيف رأيت»؟ قالت: «أنعم النعيم، وسرورًا لا يوصف، ولذة ليس منها خلف» .

1 / 203