145

al-Mahasin wa-l-addad

المحاسن والأضداد

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Publisher Location

بيروت

المرء على ما فاته، والموت يطلبه»؟ وقال كسرى: «لم يكن من حق علمه أن يقتل وإني لنادم على ذلك ... قال: وحضرت الوفاة رجلًا من حكماء فارس فقيل له: «كيف حالك»؟ قال: «كيف يكون حال من يريد سفرًا بعيدًا بغير زاد، ويقدم على ملك عادل بغير حجة، ويسكن قبرًا موحشًا بغير أنيس»؟ وضده، قيل: لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، جزع أبوه عليه جزعًا شديدًا، فقال ذات يوم لمن حضره: «هل من منشد شعرًا يعزيني به أو واعظ يخفف عني فأتسلى به»؟ فقال رجل من أهل الشام: «يا أمير المؤمنين كل خليل مفارق خليلة بأن يموت أو يذهب إلى مكان»، فتبسم عمر بن عبد العزيز وقال: «مصيبتي فيك زادتني إلى مصيبتي مصيبة» . وأصيب الحجاج بن يوسف بمصيبة، وعنده رسول لعبد الملك بن مروان، فقال: «ليت إني وجدت إنسانًا يخفف عني مصيبتي»، فقال له الرسول: «أقول»، قال: «قل» قال: «كل إنسان مفارق صاحبه بموت أو بصلب أو بنار تقع عليه من فوق البيت، أو يقع عليه البيت، أو يسقط في بئر، أو يغشى عليه أو يكون شيء لا يعرفه» . فضحك الحجاج وقال: «مصيبتي في أمير المؤمنين أعظم حين وجه مثلك رسولًا» .

1 / 160