al-Mahasin wa-l-addad

al-gahiz d. 255 AH
124

al-Mahasin wa-l-addad

المحاسن والأضداد

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Publisher Location

بيروت

عليهما دخل على معاوية فقال في كلام جرى من معاوية في ذلك: فيم الكلام وقد سبقت مبرزا ... سبق الجواد من المدى والمقوس فقال معاوية، إياي تعني؟ والله لآتينك بما يعرفه قلبك ولا ينكره جلساؤك، أنا ابن بطحاء مكة، أنا ابن أجودها جودًا وأكرمها أبوة وجدودًا وأوفاها عهودًا، أنا ابن من ساد قريشًا ناشئًا. فقال الحسن: أجل! إياك أعني، افعلي تفتخر يا معاوية وأنا ابن ماء السماء وعروق الثرى وابن من ساد أهل الدنيا بالحسب الثاقب والشرف الفائق والقديم السابق وابن من رضاه رضى الرحمن وسخطه سخط الرحمن فهل لك أب كأبي أو قديم كقديمي، فإن تقل: «لا» تغلب، وإن تقل: «نعم» تكذب، فقال: أقول، «لا» تصديقًا لقولك، فقال الحسن ﵁: ألحق أبلج لا تزيغ سبيله ... والحق يعرفه ذوو الألباب قال: وقال معاوية ذات يوم، وعنده أشراف الناس من قريش وغيرهم: «أخبروني بأكرم الناس أبا وأما وعما وخالًا وخالة وجدًا وجدة» فقام مالك بن عجلان، وأومأ إلى الحسن بن علي صلوات الله عليه، فقال: «هو ذا أبوه علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت رسول الله ﷺ، وعمه جعفر الطيار، وعمته أم هانىء بنت أبي طالب، وخاله القاسم ابن رسول الله ﷺ، وخالته زينب بنت رسول الله ﷺ، وجده رسول الله ﷺ، وجدته خديجة بنت خويلد» . فسكت القوم، ونهض الحسن، فأقبل عمرو بن العاص على مالك فقال: «أحب بني هاشم حملك على أن تكلمت بالباطل»؟ فقال ابن عجلان: «ما قلت إلا حقًا، وما أحد من الناس يطلب مرضاة مخلوق بمعصية الخالق إلّا لم يعط أمنيته في دنياه، وختم له بالشقاء في آخرته، أليس بنو هاشم أنضركم عودًا وأوراكم زندًا، أكذلك هو معاوية»؟ قال: «اللهم نعم» . قال: واستأذن الحسن بن علي ﵁ على معاوية، وعنده عبد الله بن جعفر وعمرو ابن العاص، فأذن له، فلما أقبل قال عمرو: «قد

1 / 137