al-Mahasin wa-l-addad

al-gahiz d. 255 AH
122

al-Mahasin wa-l-addad

المحاسن والأضداد

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Publisher Location

بيروت

وهو سيد من مضى ومن بقي وأمه فاطمة سيدة نساء العالمين ثم قال لهم: والله لئن سمع أهل الشام ذلك أنه للسوءة السواء. فقال عمرو: لقد أبقى عليك ولكنه طحن مروان وزيادًا طحن الرحى بثفالها ووطئهما وطىء البازل القراد بمنسمه، فقال زياد: والله لقد فعل ولكنك يا معاوية تريد الإغراء بيننا وبينهم لا جرم والله لا شهدت مجلسًا يكونان فيه إلا كنت معهما على من فاخرهما، فخلا ابن عباس بالحسن ﵁ فقبل بين عينيه وقال: أفديك بابن عمي والله مازال بحرك يزخر وأنت تصول حتى شفيتني من أولاد البغايا. ثم إن الحسن ﵁ غاب أيامًا ثم رجع حتى دخل علي معاوية وعنده عبد الله بن الزبير. فقال معاوية: يا أبا محمد إني أظنك تعبًا نصبًا فأت المنزل فأرح نفسك، فقام الحسن ﵁، فخرج، فقال معاوية لعبد الله بن الزبير: لو افتخرت على الحسن فأنت ابن حواري رسول الله ﷺ وابن عمته ولأبيك في الإسلام نصيب وافر، فقال ابن الزبير: أنا له. ثم جعل ليلته يطلب الحجج فلما أصبح دخل على معاوية وجاء الحسن ﵁ فحياه معاوية وسأله عن مبيته فقال: خير مبيت وأكرم مستفاض، فلما استوى في مجلسه قال له ابن الزبير: لولا أنك خوار في الحروب غير مقادم ما سلمت لمعاوية الأمر وكنت لا تحتاج إلى اختراق السهول وقطع المراحل والمفاوز تطلب معروفه وتقوم ببابه وكنت حريًا أن لا تفعل ذلك وأنت ابن علي في بأسه ونجدته، فما أدري ما الذي حملك على ذلك؟ أضعف حال أم وحي نحيزه «١»؟ ما أظن لك مخرجًا من هذين الحالين أما والله لو استجمع لي ما استجمع لك لعلمت أنني ابن الزبير وأنني لا أنكص عن الأبطال، وكيف لا أكون وجدتي صفية بنت عبد المطلب وأبي الزبير حواري رسول الله ﷺ وأشد الناس بأسًا وأكرمهم حسبًا في الجاهلية، وأطوعهم لرسول الله ﷺ؟ فالتفت الحسن إليه وقال: أما والله لولا أن بني أمية تنسبني إلى العجز عن المقال لكففت عنك تهاونًا بك، ولكن سأبين ذلك لتعلم أني لست بالكليل. أإياي تعير وعلي تفتخر، ولم تك لجدك في الجاهلية مكرمة أن لا تزوجه

1 / 135