233

Mafatih

المفاتيح في شرح المصابيح

Investigator

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Genres

﴿وَمَا سَوَّاهَا﴾؛ أي: ومَن خلقَها؛ يعني به ذاته تعالى، ﴿سَوَّاهَا﴾؛ أي: خلقَها على أحسن صورة، وزيَّنها بالعقل والتمييز. " ﴿فَأَلْهَمَهَا﴾ "؛ أي: فأعلَمَها وركَّب فيها " ﴿فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ "؛ أي: المعصيةَ والطاعةَ، وقيل: الشقاوةَ والسعادةَ، ووجه استدلال النبي ﵇ بهذه الآية: أنه تعالى ذكر ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ بلفظ الماضي، فيدلُّ هذا على أن التقديرَ جرى في الأزل. وكنية "عمران بن الحصين": أبو نُجَيد، واسم جدِّه: عبيد بن الخلف الخُزَاعي. * * * ٦٧ - وقال رسول الله ﷺ: "يا أبا هريرةَ! جَفَّ القلمُ بما أنتَ لاقٍ، فاختَصِ على ذلكَ أو ذَرْ". قوله: "جَفَّ القلمُ"، جَفَّ - بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر - جُفُوفًا وجَفَافًا: إذا يبسَ، وجفوف القلم: عبارةٌ عن الفراغ من الكتابة؛ لأن الكاتبَ ما دام يكتبُ يكون قلمُه رطبًا بالمِدَاد، وإذا ترك الكتابةَ يجفُّ قلمُه، وهنا المراد بقوله: (جف القلم): أن ما كان وما يكون قُدِّرَ وقُضِيَ في الأزل. قوله: "بما أنتَ لاقٍ"؛ أي: (جفَّ القلمُ) بعد كتابته (ما أنتَ لاقٍ)؛ أي: ما أنتَ تفعلُه وتقولُه ويجري عليك، (لاقٍ): اسم فاعل، من: (لَقِيَ) إذا رأى ووصل إلى الشيء. قوله: "فاختَصِ": هذا اللفظ جاء في جميع الروايات على لفظ: (فاختَصِ) بصاد مكسورة من غير راء بعدها، وهو أمر مخاطب؛ أي: مِن اختَصَى: إذا جعل نفسه خَصِيًّا، وهو أن يقطع خصيتَهَ وذكره أو خصيتهَ دون ذَكَرِه.

1 / 189