232

Mafatih

المفاتيح في شرح المصابيح

Investigator

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Genres

٦٦ - وعن عِمْران بن حُصَيْن: أنَّ رجلَيْنِ من مُزَيْنَةَ قالا: يا رسول الله! أرأيتَ ما يعملُ الناسُ، ويكْدَحُونَ فيهِ، أشيءٌ قُضيَ عليهم ومضَى فيهِم مِنْ قَدَرٍ سبَقَ، أمْ فيما يستقبلُونَ؟ فقال: "لا، بل شيءٌ قُضيَ عليهم، وتصديقُ ذلكَ في كتابِ الله ﷿: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٧ - ٨] ". قوله: "أن رجلَين من مُزَينة": اسم قبيلة. "أرأيت": الهمزة للاستفهام، ومعناه: هل رأيتَ؟ وقيل: معناه: أَخبِرنْا "ما يعمل الناس"؛ أي: ما يعمله الناس من الخير والشر، "ويَكدَحون فيه"، (كَدَحَ) إذا سَعَى في أمرٍ، و(يكدحون)؛ أي: يَسعَون ويكسبونه، والضميرُ راجعٌ إلى ما يسعى الناس فيه من الأفعال والأقوال؛ يعني: أَخبِرْنا يا رسولَ الله أن ما يعمله الناس من الخير والشر أشيءٌ قُضِي عليهم في الأزل ويجري عليهم كل فعل في وقت معلوم، أو شيءٌ لم يُقضَ عليهم في الأزل بل يجري عليهم كل فعل في وقت فعله؟ قوله: "أم فيما يستقبلون"؛ يعني: أم يجري عليهم كل فعل في الوقت الذي يستقبله الرجل ويتوجه إليه، ويقصده من غير أن يجريَ عليه تقديرٌ قبل ذلك؟ "وتصديق ذلك"؛ أي: وتصديق ما قلتُ من أن "قُضِي عليهم" في الأزل. قوله: " ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ ": الواو للعطف على ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾، والواو في ﴿وَالشَّمْسِ﴾ للقَسَم، وإذا أَقسَمَ الله تعالى بمخلوقِ يريد تشريفَ ذلك الشيء، وتعريفَ عظم قَدْرِ ذلك الشيء، وإظهارَ قدرته تعالى على ذلك. ﴿وَنَفْسٍ﴾: قيل: المراد بها نفس آدم ﵇؛ لأنه الأصلُ وبنوه فرعُه، وقيل: المراد به: نفسُ بنيه.

1 / 188