323

============================================================

قير سورة البقرة/257 وسر آخر: أن الله تعالى قدم على قصة آدم -عليه اللام - خلق السماوات وتسويتهن سبع سماوات، وذلك إشارة إلى تمهيد الديانات، وتسويتهن في سبعة ادوار ليتقدر الأمر على الخلق، وينطبق الخلق على الأمر؛ وقدقال الصادق الأمين جعفربن محمد - عليهما اللام -: "إن الله تعالى أسس دينه على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه وبدينه على وحدانينه" 41 و ككما أوحى في كل سماء أمرها كذلك أوحي في كل دور أمره؛ وكماكان على كل سماء ملك مدبرها ومع كل ملك كلمة فعالة من الكلمات التامات، كذلك كان على كل دور نبي يديره، ومع كل نبي كلمة أو كلمات تامات زاكيات طاهرات؛ وكما زين السماء الدنيا بمصابيح وحفظا وذلك تقديره في الخلق والابداع كذلك زين الدور الأخير بمصابيح الرجال وحفظا من الزيغ والضلال؛ وذلك تكليفه في الأمر والدين.

وسر آخر: أن الملائكة في تسليم صاحب الدور الأول من أدوار الكشف لم يكونوا يذلك الكمال المطلق: إذ ترددوا بعض التردد، وأعجبوا أو تعجبوا: إذ كانوا في آخر آدوار الستر والجن، وأول أدوار الكشف والإنس؛ وكما أن صاحب الدور الأول كان على ضعف البداية حتى غره اللعين الأول كذلك صحابته في الأول كانوا على ضعف البداية حتى قالوا: أتجعل فيها، وكذلك صاحب الدور الآخر يكون على قوة النهاية حتى لايطوف اللعين حول جنابه، ويكون صحابته على قوة النهاية به، حتى يقولوا: (رينا إننا سيغنا متاديا ينادي للإيمان أن امنوا بريكم فآمنا" من غير أن نتلعثم فنقول: (أ تجعل فيها من يفسد فيها ويشفك الدماة ) ؛ فو الله لو لم يقل الملائكة ذلك -111 آ القول لم يظهر الإنكار من اللعين الأول كما ظهر؛ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى خلق الكافر من ذنب المؤمن" على أنه يجوز أن يقال: إن ذلك القول الذي صدر منهم كان من ظل اللعين الأول عليهم. فتارة يخلق الكافر المنافق من ذنب المؤمن، وتارة يجري الذنب على لسان المؤمن من ظل الكافر المنافق: إذا قلت ما أذنبت قالت مجيبة وجودكذنبلايقاس بهذنب(5 فإن قال قائل: ما الفرق بين قول الملائكة: (أ تجعل فيها من يفيد فيها)، وذلك نقيص لحال ادم وذكر العائبة في أفعاله وبين قول اللعين: (أ أشجد لمن خلقت طينا)، ليتهنل

Page 323